فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبدالرحيم البخاري

الاثنين، 17 نوفمبر 2008

ترجمة الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الرحيم البخاري

ترجمة الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الرحيم البخاري

قال الكاتب
المصعدي في شبكة سحاب السلفية 2008-11-14, 08:10 AM

ترجمة الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الرحيم البخاري


الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه وبعد
:

فهذه ترجمة للشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري حفظه الله أرسلها إلي أحد الإخوة الفضلاء
ترجمة موجزة مختصرةٌ للشيخ عبد الله بن عبد الرَّحيم البُخاري حفظه الله
الحمدُ لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّدٍ وآله وصحبه أجمعين، أمَّا بعدُ:فهذه ترجمةٌ مختصرةٌ كتبتُها عَنْ شَيْخِنَا الشيخ عبد الله بن عبد الرَّحيم البُخاري حفظه الله وَرَعَاهُ،

لَمَّا رأيتُ سُؤال عَددٍ من الإخوةِ،

راغبين فِي معرفة ترجمةٍ عن الشيخِ وفقه الله، وهي عبارة عن أسئلةٍ وجَّهتها إليه بعد استئذانه و قبوله حفظه الله،

فَأجاب عنْها وفقه الله، وهي كالتالي:
((@))

السُّؤالُ الأَوَّلُ: شَيْخَنَا لو تكرِّمتم بِذِكْرِ الاسْمِ كَامَلاً، ومكان الميلاد؟
الجواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمَّدٍ وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى أتباعه إلى يوم الدِّين، وبعدُ:

تحقيقاً لرغبت الإخوة السَّائلين لها، أُجيبكم عن أسئلتكم المتعلِّقة بالترجمة، و أسألُ الله أن يوفِّقنا ويُسدِّدنا إنه سميعٌ مجيبٌ. فأقولُ جواباً عن السُّؤال الأول:

الاسم: عَبْدُ الله بْنُ عَبْد الرَّحِيْمِ بْنِ حُسْيَن بْنِ مَحْمُودٍ السَّعديُّ ثُمَّ البُخاريُّ المدينيُّ.

نسبةً إلى بني سعدٍ من الطَّائف،

كمَا حدَّثني بذلك والدي الشَّيخ عبد الرحيم رحمه الله، عن والده الشيخ حسين عن آبائهِ.
أمَّا مكانُ الميلاد ففي المدينة النَّبوية، في حي باب التَّمار
((@))

السُّؤال الثَّاني: شيخنا بارك الله فيكم: هل لكم أن تذكروا لنا شيئاً عن والدكم الشيخ عبد الرَّحيم؟
الجواب:

إنَّ من أقل الواجبات المتعيِّنة عليَّ تجاه والدي رحمه الله أن أُبين مكانته وأعرَّف به عند مَنْ يَجهله.

فأقولُ:
والدي هُو

الشيخ عبد الرحيم بن حسين بن محمود رحمه الله،

نَشَأَ يتيماً في كنف أُمِّه إبَّان الحكم العُثماني للحِجْاز، وحَفظ القرآن الكريم منْذُ صِغَره في الكتاتيبِ، وتابع دراسته في (مدرسة العلوم الشرعية) وأُجيز منها في ذَلِكَ،

وكان متفوِّقاً كما هو مَحْفُوظٌ عندنا مِنْ شَهادة المدرسة بذلكَ، ومع عَمَلِهِ كَان يحرص على حِلَق الْعِلْمِ بالمسجد النبوي الشريف والأخذ عن عُلَمائه آنذاك. ثُمَّ انتقل إلى الرِّياض

وعمل فيها لدى الملك عبد العزيز رحمه الله،

وعمل بعدها في أعمال مهنية أخرى، والتَحق بالإدارة العامَّة لهيئات الأمر بالمعروف في أَوَّلِ عام 1374هـ

وكان رئيسُ الهيئة آنذاك الشَّيخ العلاَّمة عمر بن حسن آل الشيخ رحمه الله بِمُسَمَّى (الرئيس العام للهيئات الدِّينية بنجد والمنطقة الشرقية)

و تَحَصَّل الوالدُ رحمه الله على (شهادةٍ وتزكيةٍ)

وهي مَحفوظة عندنا بتوقيعِ سماحة الشيخ عُمر تَدلُّ على (حسن سلوكه وسيرته وتزكيتهِ)،

قال فيها رحمه الله :

" إنَّ الموظف الموضح اسمه أعلاه (الأستاذ محمد عبد الرحيم بن حسين البخاري) نشأ في رعايتنا، ونعتبره من أبنائنا،

ونثق فيه عقيدة وحسن خلق، وإخلاصاً في دينه، وإخلاصاً في حكومته.." وهذه الشهادة رقمها (2396/م/خ) في (25/9/1377هـ).

ثُمَّ انتقل الوالدُ رحمه الله إلى المدينة النَّبويَّة للعملِ بالمحكمة الشَّرعية الكبرى

في (13/2/1380هـ) كاتبَ ضبط لدَى عددٍ من مشايخ وقضاة المدينة وعلمائها، وكان رئيس المحكمة آنذاك و إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشَّيخ العلامة عبد العزيز بن صالح رحمه الله،

وللوالد رحمه الله (شهادة تدلُّ على حسن سيرته) أيضاً منه أفاد فيها بأنَّ الوالد رحمه الله (كان خلال عمله مثالاً للجد والنشاط، وقائم بكلِّ ما يُسندُ إليه من أعمال خير قيامٍ) وكانت هذه الشهادة مؤرخَّة في (21/9/1392هـ).

ثم انتقل رحمه الله إلى (الجامعة الإسلامية) في (1/4/1388هـ) برئاسة سماحة الإمام الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله،

وقد تَحصَّل الوالد على (شهادةٍ وتزكيةٍ) مَحفوظة لدينا فيها إفادة مُصَدَّقة من سَمَاحَة الإمام عبد العزيز بن باز بأنَّ الوالد رحمه الله

(يَتَّصِفُ بِحُسْنِ السِّيْرَةِ وَ السُّلوك والاجتهاد في العمل)

وهي مرقومة بـ (338) في (27/3/1392هـ)، وبقي فيها حتى انتهاء خدمته من العمل الحكومي (1/7/ 1407هـ).

توفِّي رحمه الله وقد خلَّف ( 13) ولداً،

وكان عابَداً ناسكاً، حريصاً على العلم محباً للعلماء مبجلاً لهم، متَّبعاً للسُّنَّة، منابذاً للبدعة والمبتدعة،

على اعتقاد أهل السنة والجماعة،

وله صلةٌ وثيقةٌ بعددٍ كبير من علمائنا السَّلفيين منهم سماحة الإمام العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي (صاحب أضواء البيان)،

و سماحة الإمام شيخ الإسلام عبد العزيز بن باز،

وله تواصل مع العلامة الفقيه عبد الرحمن السعدي،

بل إن الشيخ أهدى للوالد كُتباً وعليها خطُّ الشيخ وهي محفوظة عندي،

ومنهم العلامة المحدث حماد الأنصاري، و العلامة المحدث عبد المحسن العباد، والعلامة المجاهد محمد أمان الجامي،

والعلامة المحدث ربيع بن هادي، والعلامة المحدث عمر بن محمد فلاته، وغيرهم كثير.
وكانت وفاته في يوم الخميس الموافق 23/12/1422هـ، بقرب أحد مداخل المسجد النبوي،

وكان صائماً قُبيل المغرب، فنسأل الله أن يتغمده بواسع فضله ويسكنه فسيح جنته، آمين.((@))

السُّؤال الثالث

:

بارك الله فيكم: شيخنا هل لكم أن تخبرونا عن طلبكم للعلم، ومشايخكم؟
الجواب:

قد منَّ الله عليَّ أن نشأتُ في كنفِ والديَّ الكريمين، فقد حرصا كل الحرص على تربيتنا تربية سليمة مستقيمة ولله الحمد، وكان والدي رحمه الله يتعاهدنا على أمور ديننا ومن أهمها الصَّلاة جماعةً،

وكان يُنابذ البدع وأهلها- كما أسلفتُ-، وكنَّا نسأله عن بعضها كَالمولد النبوي ونحوه فكان يُحذرنا منها ومن أهلها ويذكر لنا بعض فتاوى العلماء فيها كالإمام عبد العزيز بن باز وغيره من أهل العلم،

كُلُّ ذلك كان له أثرٌ كبير في توجهي لطلب العلم، لذا بدأتُ في حفظ القرآن فِي (مسجد الإمام البخاري) الذي كان والدي قيماً عليه وأنا في المرحلة الابتدائية في السَّنوات الأولى منه، ثم حَصل انقطاعٌ يسير ثم عَاودتُ الحفظ ولله الحمدُ والمنَّة.

وَ حُبِّب إليَّ علم الحديث منذ الصِّغر فكنتُ أجتهدُ في تحصيل كُتبه والنَّظر فيها، والسُّؤال عمَّا أشكل، مع حفظِ مَا استطعتُ منْها ولله الحمد، وكذا حرصتُ كل الحرص على تعلّم الاعتقاد لِمَا أرى من ضرورة الحاجة إليه، فاجتهدت في ذلك ولزمت الحلق في المسجد النبوي الشريف.

وهنا أقول:

إنَّ مما لا شكَّ فيه أنَّ مشايخ المرء هم عَمُود نَسبه العلمي،

وسأذكرُ جملة من أهل العلم والفضْل ممن أخذتُ عنهم وتحمَّلت منهم، فجزاهم الله عني خير الجزاء، وهم على سبيل المثالِ لا الحصر.

[[]]

أوَّلاً:

القرآن الكريم وتجويده.

قد منَّ الله عليَّ أن أخذتُ القرآن الكريم على عددٍ من القرَّاء، وبعضهم أخذتُ عنه علم التَّجويد خاصَّة، فأخذتُ القرآن عن كلٍّ من:

1/ الشيخ محمد رمضان الدهلوي رحمه الله.

2/ الشيخ المدقِّق سيد لاشين أبو الفرج حفظه الله، وقد أفدتُ من الشيخ حفظه الله كثيراً وبخاصَّة في تحقيقِ التِّلاوة والتَّطبيق العملي لفنِّ التجويد.

3/ الشيخ أحمد عبد الكريم رحمه الله.

4/ الشيخ محمد المرسي رحمه الله، وهذا الشيخ كان يَعْمَل خطَّاطاً للجامعة الإسلامية، وإماماً في مسجد (الإمام البخاري)، وأخذتُ منه زيادة على القرآن، التجويد

فدرستُ عليه رسالة (البرهان في تجويد القرآن) للصادق قمحاوي،

وكذا أخذتُ عنه الخطَّ العربي نظرياً و عملياً، والنَّحو فدرستُ عليه متن (الآجرومية) أيضاً.

5/ الشيخ المعمَّر بكري بن عبد المجيد الطرابيشي

ولي منه إجازة في القرآن الكريم، وَ أجازني أيضاً إجازة عامَّة شاملة فيما مَرويِّاته التي تَحمَّلها عن شيخه الشيخ محمد سليم الحلواني،

رحم الله الجميع. وأخذتُ عَنْ غيرهم أيضاً.
6/ وأخذتُ التَّجويد خاصَّة عن الشَّيخ: أحمد القاضي حفظه الله، ودَرَستُ عليه كتاب (حق التلاوة) لحسني شيخ عثمان.

[[]]

أما شيوخي في العلوم الأخرى، فمنهم:

1/ شَيْخِي العلاَّمة النَّاصح الصَّادق الرَّباني محمَّد أمان بن علي الجامي رحمه الله،

فقد لزمته نحواً من (10) سنوات،

ودرستُ عليه عدداً كثيراً من كُتب العلم فِي (العقيدة) و(الحديث) وغيرها

كمَا نصَّ على ذلك في ( تَزكيتهِ لِي) الَّتي أحتفظُ بها وأَفْتَخرُ بها،

فَمِنَ الكُتُب التي درستُها عليه: ( الأصول الثلاثة) و (القواعد الأربعة) و كتاب (التوحيد) لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب،

و شَرحيه (فتح المجيد) و ( قُرَّة عيون الموحدين)، و( تَجريدُ التوحيد) للمقريزي،

و( الواسطية) و(الحموية) و(التدمرية) كلها لشيخ الإسلام ابن تيمية، و(شرح الطحاوية) لابن أبي العز الحنفي، و(القواعد المثلى) لابن عثيمين، و(قطر الندى وبل الصدى) و(الآجرومية)، و أبواباً من ( نيل الأوطار) و(زاد المعاد)، وكتاب (الصيام) من (صحيح البخاري) و(عمدة الأحكام) للمقدسي، و غيرها،

وهذه أكثرها في المسجد النَّبوي الشَّريف، وبعضها في المسجد المجاور لبيته وبعضها في مسجد الصانع بحي المصانع.

2/ شيخنا العلامة الفاضل عبد المحسن بن حمد العباد حفظه الله،

وقد لزمتُه نَحواً من (16) عاماً، فحضرتُ معه المجلد الأخير من (صحيح مسلم) ثم تَابعتُ الحضور في (صحيح البخاري)

و(سنن النسائي) و(سنن أبي داود) و أكثر (جامع الترمذي)، وحضرتُ درساً أنشأهُ في (رمضان) شرح فيه (اللؤلؤ والمرجان) ولم يُتمَّه، وحضرتُ دروسه الصَّيفية كـ (عقيدة ابن أبي زيد القيراوني) و(شرح آداب المشي إلى الصلاة) وغيرها، كلها في المسجد النبوي الشَّريف.

و قرأتُ عليه في حَجِّ عام 1420هـ بمخيم التوعية الإسلامية بمنى، جُزءاً من كتاب (الحج)

من (شرح السُّنَّة) للإمام البغوي رحمه الله، و قَرأتُ عليه في مُخيم التَّوعية الإسلامية بالحج بمنىً عام 1421هـ

كاملَ أجوبة العلامة محمد بن صالح العثيمين عن الحج في كتابه المسمى (فتاوى أركان الإسلام) جمع وترتيب (فهد بن ناصر السليمان)

طبع دار الثريا، وكان ذَلكَ أوَّل نُزول الكتاب وعلَّق الشيخ بعدَّة تعليقات،

وحضرَ مَجالس القراءة والعَرْض عَددٌ من المشايخ المشاركين في التَّوعية منهم:

شيخنا علي بن ناصر فقيهي، والشيخ صالح بن سعد السحيمي، والشيخ عبد الصمد الكاتب، والشيخ أحمد عبد الوهاب، وغيرهم.

3/ ومن العلماء الذين درستُ عليهم في المسجد النَّبوي الشريف الشَّيخ العلاَّمة المحدث المؤرِّخ

عمر بن محمد فلاته رحمه الله،

حيثُ حضرت له شرحاً لصحيح مسلم، والموطأ، وشرحاً في السِّيرة النَّبوية.

4/ و منهم أيضاً العلاَّمة الفقيه الشَّيخ عطية بن محمد سالم رحمه الله

حيثُ حضرتُ عليه شرح (مذكرة الشنقيطي في أصول الفقه) و بعضاً من دروس (الرَّحبية) في الفرائض، و(شرح الورقات)،

وكلها في المسجد النَّبوي الشريف.
5/ ومن العلماء أيضاً الذين أخذت عنهم في المسجد النَّبوي الشريف

شيخنا الشَّيخ العلاَّمة النَّاصح عَلي بن محمد بن سنان رحمه الله

حيثُ دَرسنا عليه في (ألفية ابن مالك) في (النَّحو) و (إرشاد الفحول) للشَّوكاني، و(الرَّوض المربع) في فقه الحنابلة.

6/ ومنْهُم العلاَّمة المحدِّث المجاهِدُ النَّاقد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ومتَّعَ بهِ،

حيثُ دَرسنا عليه في المسجد المجاور لسكنه الكائن آنذاك في حي الأزهري،

(مُقدِّمة صَحيح مسلم) و(التَّقييد و الإيضاح) للحافظ العراقي، و(إعلام الموقعين) للإمام ابن القيم، و(اختصار علوم الحديث) لابن كثير.
7/ وَمنْهم أيضاً شيخنا العلاَّمة المؤرخ اللغوي النسَّابة صفي الرحمن المباكفوري رحمه الله،

حيث صحبتهُ أكثر من سنتين، قَرأتُ عليه قَدْراً صالحاً من الكتُبِ السِّتَّة - كما نصَّ عليه في إجازتهِ- فأجازني فيها،

وَ فِي سائر مَرْويَّاته المتصلة بكتاب الحافظ الشوكاني ( إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر)، وَ قَرأتُ عَليه أكثرَ (جَامع) الإمام الترمذي،

وكذا بعض كتب اللغة و بِخَاصَّة (النَّحو والصَّرف) والمنتشرة في بلاد (الهند) منها كتاب (شرح مئة عامل) وغيرها،

وقرأتُ عليه بعض كتب العقيدة كأصول السُّنَّة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، وغيرها،

وكانت هذه الدراسة أكثرها في المسجد النَّبوي الشَّريف في مجلسٍ خاصَّ.
8/ ومِنَ العُلماء أيضاً شيخنا العلاَّمة المحدِّث الفقيه أحمد بن يحيى النجمي حفظه الله،

حيثُ حَضرت عليه عَرْضاً لسنن أبي داود في بيَت أخينا الشَّيخ الفاضل الدُّكتور محمَّد بن هادي المدخلي،

حيثُ كان يعرضُ عَليه جزءاً من (السنن) للإمام أبي داود، وقد أجازني الشَّيخ حفظه إجازةً عامَّة لِجَميع مروياته في ثبته

الموسوم ( إنالة الطالبين بأسانيد كتب المحدثين).
9/ ومِنَ العُلماء أيضاً شيخا العلامة النَّبيه الشَّيخ علي بن ناصر الفقيهي حفظه الله،

حيثُ قرأتُ عليه جملةً من كتب العقيدة كـ(صريح السُّنة) لابن جرير الطبري،

و(سلالة الرسالة في ذم الروافض من أهل الضلالة) لملا علي القاري، وكان ذلك في حجِّ عام 1421هـ.

10/ ومنهم أيضاً شيخنا الجليل عُبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله،

حيثُ قرأتُ عليه في (مذكرة الشنقيطي في أصول الفقه) و المجلد الأول من (السَّيل الجرار) للعلامة الشوكاني.
11/ ومنهم شيخنا الشيخ اللغوي البارع (ابن عوف كوني)

المشهور بعبد الرحمن بن عوف الكوني،

نزيل في المدينة النبوية، فقد أخذتُ منه (ملحة الإعراب) للعلامة الحريري،

مع مجالس نحوية أخرى.
وللمعلومية فإنَّ كلَّ من درَّسني في (كلية الحديث الشريف) بالجامعة يعتبرُ من مشايخي،

وهم كثر جزاهم الله خيراً،

لكن ذكرتُ من درست عليه خارج قاعات الدراسة النظامية،

وهناك بعض من درست عليه خارج الجامعة أيضاً إلا أنِّي لا أرفعُ به رأساً؛ لأمر ليس هذا محلُّ بسطه، والله الموفِّق.
((@))

السُّؤال الرابع:

شيخنا:

هل ثَمَّ لكم علاقة بسماحة العلامة عبد العزيز بن باز والعلامة محمد العثيمين، والعلامة الألباني، رحمهم الله؟.
الجواب: إنَّ هؤلاء الذين ذكرتهم مفخرةٌ لأهل السُّنَّة، فهم مِنْ أئمتها وأعلامها، و المرءُ يَتشرف بأنْ يذكر ما له علاقة بهم، لذا أقولُ:
إنّ من العلماء الذين أُصنِّفُهم في مشايخي أيضاً:
العلاَّمة الإمام شيخ الإسلام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله

حيثُ حَضرتُ بَعْضَ دُروسه في مسجدهِ بالطَّائف، في صيف عام 1408هـ،

وكانَ يشرحُ في (بلوغ المرام) لابن حجر، وحَضرتُ له لقاءات عدَّة وَوجَّهْتُ لَه جُملة مِنَ السُّؤالات،

وحَضَرتُ عَليه قراءة من ( تُحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي) بِمنْزِلهِ بالطَّائف،

وَ تَشرَّفْتُ بكوني ثَالث الحاضرين، حيث كان في المجلس الشَّيخُ وَالقَارئ

وأنَا فَقَطْ، ولله الحمد والمنَّة، وأذكرُ أنَّ الشيخ في سنةٍ من السنوات لما سألته عن الدراسة في الجامعة الإسلامية؟

شجعني لدخولها، وسألته عن كلية الحديث، فزادني تشجيعاً، رحمه الله.
و منهم العلاَّمة الفهَّامة الفَقهيه الشيَّخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، فَقَدْ حضرتُ دُروسه في المسجد الحرام في العشر الأخير من رمضان عام

(1407هـ) وكان يشرحُ حديث جبريل عليه السَّلام الطَّويل في صحيح مسلم،

ودوَّنت كُل الفوائد التي استفدتها منه رحمه الله، وكَذا كُنْتُ أُسافر إليه رحمه الله في (عُنيزة) في الصَّيف لِحُضور دروسه الصَّيفية،

فحضرتُ صيف 1408هـ، وصيف 1409هـ أيضاً،

وأما دروسه التي كان يَعْقِدُها في المسجد النَّبوي الشريف فكذَلك حضرتها كلها و لزمْتُه فِيْها.
[[]]

ومنَّ الله عليَّ أيضاً بلقاء الإمام الهمام المحدث الناقد محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله،

إبَّان زيارته للمدينة النبوية، في عام 1408هـ تقريباً،

و كرَّر الزِّيارة أيضاً بعدها، فحضرتُ كلَّ لقاءاته العامَّة بَلْ وَ بعض الخاصَّة أيضاً،

وتَشرَّفتُ بِانْفِرَادي به رحمه الله يوماً بعد صَلاة ظُهْرٍ وهو خَارجٌ مِنَ المسجد النبوي مُتَّجِهاً إلى سَكنهِ فتَوجَّهت إليه بعدَّةِ أسئلة

وكان مُمْسِكاً بيدي مُشَبِّكاً أصابع يده اليمنى بأصابع يدي اليُسرى،

يَسألُني عن اسمي و دِراستي،

وكان مُسرعاً في مشيتهِ إلى أنْ وَصلتُ معه المنزل، فاسْتَأذن، ثُم انْصَرفتُ، رحمه الله رحمة واسعة وسائر علمائنا أجمعين.((@))

السُّؤال الخامس: هل لكم أن تذكروا لنا من أجازكم من أهل العلم؟
الجواب: حرصتُ في أخذي للإجازات أن آخذها بشرطها ما أمكن، من القراءة ثم طلب الإجازة، وسبق أن ذكرتُ ممن أجازني:
1/ الشَّيخ بكري الطرابيشي.
2/ الشيخ صفي الرحمن المباركفوري.
3/ الشيخ أحمد النجمي. وأزيد عليهم:
4/ الشَّيخ العلاَّمة المحدث النَّاقد أبو محمد بديع الدين الشَّاه الراشدي السِّندي الشَّريف رحمه الله،

فقد كَتبَ إلي كتاباً جواباً على كتابٍ كتبتهُ له، وأرَّخه في (15/ رجب/ 1416هـ) ثُم توفي رحمه الله في (18/8/1416هـ) أي بعد شهرٍ وثلاثة أيام من كتابة جوابه،

فرحمه الله رحمة واسعه، وأرسلَّ إليَّ بثبته الموسوم بـ ( منجد المستجيز لرواية السنة والكتاب العزيز).
وهناك غيرهم قد أجازني وأرسل بها إليَّ من غير طلب مني، لِذَا أَعْرَضْتُ عنْها، والله المستعان.((@))

السُّؤال السَّادس: بارك الله فيكم شيخنا: هل لكم أنْ تذكروا لنا مؤهَّلاتكم العلميَّة؟.
الجواب: المؤهلات العلميَّة:
1/ تخرجت في كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية للعام الجامعي 1410هـ/1411هـ، بتقدير عام (جيِّد جدَّاً ).
2/ علمتُ في سلك وزارة المعارف- سابقاً، والتربية والتعليم حالياً- مدرِّساً للدراسات الإسلامية مدَّة 6 سنوات، بمرحلتي المتوسطة والثانوية.
3/ ثم دَرَستُ السَّنة المنهجية لمرحلة الماجستير في جامعة أم القرى بمكة المكرمة/ قسم الكتاب والسنة في كلية الدعوة وأصول الدين، وكان ذلك عام 1417هـ، وحصلتُ على درجة ممتاز مع شهادة تفوق على الدفعة.
4/ كتبتُ رسالة الماجستير بعنوان (مرويات أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه جمعاً ودراسة)، وناقشتها في عام 21/8/1420هـ، وأجيزت بتقدير (ممتاز مع التوصية بطبع الرِّسالة).
5/ انتقلتُ من سلك وزارة المعارف إلى الجامعة الإسلامية عام 1418هـ، مُعيداً في كليَّة الحديث الشَّريف/ قسم فقه السنة ومصادرها.
6/ حصلتُ على درجة الدكتوراه سنَة 1426هـ، وكان عنوانها (تكملة شرح الترمذي) للحافظ العراقي، تحقيق من (أول كتاب الرضاع) إلى (نهاية كتاب إذا أفلس للرجل غريم..) من (كتاب البيوع)، وكان تقديرها (ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى).
7/ أعمل حالياً أستاذ مساعد في قسم فقه السنة ومصادرها في كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية، ولي أبحاث محكمة كتبتها لمرحلة أستاذ مشارك، يسر الله أمرها.
(((@))

السُّؤال السابع: أحسن الله إليكم: شيخنا هل لكم أن تذكروا لنا

ما لكم من مؤلفات؟
الجواب: لا شك أن المشاركة في تدوين العلم ونشره أمرٌ مهمٌ، و قد منَّ الله عليَّ بذلك منذ وقتٍ، فكتبتُ جملة من المؤلفات العلمية، رغبةً في نشر العلم، فنسأل الله القبول والعون، فمن تلك المؤلفات:
1/ مرويات أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه جمعاً ودراسة/ تأليف/ طبع مؤخراً عن دار أضواء السلف المصرية.
2/ تكملة شرح الترمذي للحافظ العراقي/ تحقيق/ لم يطبع.
3/ منار السبيل بتخريج جزء ابن ديزيل، تحقيق، طبع عام 1413هـ عن دار الغرباء بالمدينة النبوية، ثم أعيد طبعه حالياً عن دار الإمام أحمد المصرية عام 14289هـ.
4/ إتحاف النبلاء بأدلة تحريم إتيان المحل المكروه من النساء/ تأليف/ طبع 1414هـ عن دار الغرباء بالمدينة النبوية، ثم أعيد طبعه عن دار المنهاج بمصر عام 1428هـ.
5/ رياض الجنة بتخريج أصول السنة لابن أبي زمنين، تحقيق وتخريج، طبع عن دار الغرباء عام 1414هـ، ويعاد طبعه حالياً بمصر عن دار أضواء السلف المصرية.
6/ تحفة الإخوان بتخريج مجلس من أمالي ابن بشران، تحقيق وتخريج، مخطوط لم يطبع بعد.
7/ التنبيه والإرشاد لتجاوزات محمود الحداد، تأليف، مضروب على الآلة وانتشر مصوراً عام 1414هـ.
8/ الفتح الرباني في الرد على أبي الحسن السليماني، تأليف، طبع عن دار الآثار اليمنية عام 1424هـ، وطبع أيضاً عام 1425هـ، عن دار ماجد عسيري بجدة، السعودية.
9/ التوضيح الأبهر لتذكرة ابن الملقن في علم الأثر، للحافظ السخاوي، تحقيق، طبع عن دار أضواء السلف بالرياض/ السعودية، عام 1418هـ، وأعيد طبعه حالياً عن دار الإمام أحمد بمصر.
10/ المقالات الشرعية (المجموعة الأولى)، تأليف/ وتقديم العلامة أحمد النجمي والعلامة زيد المدخلي حفظهما الله، طبع عن دار المدينة العملية بالإمارات العربية المتحدة عام 1428هـ، وطبع عن دار أضواء السلف المصرية عام 1428هـ.
11/ المقالات الشرعية (المجموعة الثانية)، تأليف، طبع عن دار أضواء السلف المصرية، عام 1429هـ.
12/ الأجوبة المدينية عن الأسئلة الحديثية، تأليف/ طبع عن دار الاستقامة بمصر، عام 1429هـ.
13/ مصطلحات المحدثين في كتابة الحديث وضبطه وإصلاحه، تأليف، بحثٌ علميٌّ محكَّم في جامع الإمام محمد بن سعود، تبنت الجامعة نشره في عدد من أعداد مجلتها، يسر الله خروجه.
14/ سؤالات الإمام أبي زرعة الدمشقي للإمام أحمد بن حنبل في كتابه (التاريخ) جمعاً ودراسة، تأليف/ بحثٌ علميٌّ محكَّمٌ عن عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، وتبنت دار الإستقامة بمصر طبعه، يسر الله خروجه.
15/ تمام المنة بشرح أصول السُّنة للإمام الحميدي، شرحٌ مفرَّغٌ، تأليفي، طبع عن دار الاستقامة بمصر، عام 1429هـ.
16/ التعليقات الرضية على المنظومة البيقونية، تأليفي، تبنت دار الاستقامة طبعه، يسر الله خروجه.
17/ كذلك تبنت دار الاستقامة إخراج شرحي المفرغ من أشرطتي لكتاب الحافظ الذهبي (الموقظة) يسر الله خروجه.
18/ التعليقات الرضية على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، شرحٌ مفرَّغٌ عام 1424هـ، وتبنت دار الفلاح بطبعه، وهو قيد المراجعة الآن.وهناك غيرها يسر الله وأعانَ عليها.
((@))

السُّؤال التاسع: أحسن الله إليكم: هل لكم أن تطلعونا على الكتب التي درستموها حفظكم الله؟.
الجواب: جواباً عن هذا السؤال أقول: تدريسي للكتب على قسمين:
كتبٌ درستها وانتهيت منها. وكتبٌ لا زلتُ فيها لم أنتهي منها بعدُ، وعلى كل حال فالكتبُ هي:
1/ (حق التلاوة) في تجويد القرآن الكريم لحسني شيخ عثمان.
2/ البرهان في تجويد القرآن للصادق قمحاوي.
3/ الأصول الثلاثة.
4/القواعد الأربعة.
5/ كتاب التوحيد، ثلاثتها للإمام محمد بن عبد الوهاب.
6/ فتح المجيد شرح كتاب التوحيد.
7/سلم الوصول للعلامة حافظ حكمي.
8/ أصول السنة للحميدي.
9/السنة للمزني.
10/ صريح السنة لابن جرير.
11/ السنة لعبد الله بن الإمام أحمد.
12/الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام.
13/ كتاب التوحيد من صحيح الإمام البخاري.
14/ كتاب الإيمان من صحيح الإمام البخاري.
15/ الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية.16/ كتاب الرقاق من صحيح الإمام البخاري.
17/ المنظومة البيقونية.18/ اختصار علوم الحديث لابن كثير.
20/ التوضيح الأبهر لتذكرة ابن الملقن في علم الأثر، للسخاوي.21/ الموقظة للحافظ الذهبي.22/ المقنع في علوم الحديث لابن الملقن.23/ إرشاد طلاب الحقائق للحافظ النووي.
24/ مقدمة صحيح الإمام مسلم بن الحجاج.25/ نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر للحافظ ابن حجر.26/ مختصر صحيح البخاري للزبيدي.27/ الأدب المفرد للإمام البخاري.

28/ عمدة الأحكام الكبرى للحافظ المقدسي.29/ عمدة الأحكام، للمقدسي، وهي المعروفة بالعمدة الصغرى.30/ بلوغ المرام من أدلة الأحكام للحافظ ابن حجر.31/ الأنجم الزاهرات على حل ألفاظ الورقات للمارديني الشافعي.
32/ الأربعين النووية.
33/ منهج السالكين للعلامة السعدي.
34/ بهجة قلوب الأبرار للعلامة السعدي.
35/ المحرر في الحديث، للحافظ ابن عبد الهادي.
36/ الرسالة التبوكية للإمام ابن القيم.
37/ الوابل الصيب من الكلم الطيب، للإمام ابن القيم.
38/ الدروس المهمة لعامة الأمة، للعلامة عبدالعزيز بن باز.
39/

ضوابط الجرح والتعديل،

لعبد العزيز العبد اللطيف.
40/ ا

لرفع والتكميل في الجرح والتعديل،

للكنوي الهندي.
41/ طرق تخرج حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مذكرتي.

42/ الجامع لأخلاق الراوي وآداب السَّامع، للحافظ الخطيب البغدادي.
43/ متن الآجرومية. وغيرها كثير ولله الحمد والمنة.
ولعل في هذا القدر كفاية،

لذا أرى أن ننتهي عند هذا القدر، والله أسأل أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علَّمنا، وأن يرزقنا علماً ينفعنا، إنَّه جوادٌ كريم، وصلَّى الله على نبيِّنا محمد وآله وصحبه وسلَّم.
في الختام نشكرُ شيخنا على ما أتحفنا به، ونسأله تعالى أن يبارك فيه وفي عمره، وأن يمده بعونه وتوفيقه، إنَّه سميعٌ مجيبٌ، وصلَّى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلَّم.

وهذا ثناء الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله على الشيخ عبد الله البخاري .سئل الشيخ حفظه الله :هذا يقول : ما رأيكم في حضور دروس الشيخ عبد الله البخاري في المدينة ؟ أفيدونا بأجوبة ,أفيدونا مأجورين ؟ .

الجواب :

أنا أنصح الشباب في المدينة أن يحضروا دروس الأخ عبد الله البخاري؛ فإنه من خيار أهل السُنّة، ومن الذابين عنها في كل مناسبةٍ فيما أعرف، يكتبُ ويصولُ ويجولُ في الذبِّ عن السُنّة وأهلها أكثر من كثير ممن يحاربونه من أهل الأهواء القدامى والمحُدَثين، وهو من خيار أهل السنة إن شاء الله، نسأل الله أن يثبتنا وإياه على السُنّة

وأن ينفع بنا وبه، فما علمتُ فيه إلاّ أنّهُ سلفيّ (خيِّر أو طيِّب)، وكُلُّنا خطاء وخير الخطائين التوابون، نعم.
فأوصي بهذا الرجل؛ فإنه من أفاضل خريجي الجامعة الإسلامية، وحملة الماجستير وهو الآن أظن يحضِّر الدكتوراه، فمن أذكى الناس، من أذكى الشباب، وأعرَف بالمنهج السلفي إن شاء الله، فاحضروا عليه واستفيدوا منه، نعم.ملحوظة:

كانت التزكية في يوم الجمعة الموافق 14/5/1425هـ،

في أسئلة درس (كتاب الشريعة) للإمام الآجري (باب الإيمان بالحوض الذي أعطي النبي صلى الله عليه وسلّم).وهو في الدقيقة 42,35 من الشريط المذكور .

المصدر

http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=362977

ترجمة الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الرحيم البخاري حفظه الله نشرها المصعدي

ترجمة الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الرحيم البخاري

قال الكاتب
المصعدي في شبكة سحاب السلفية 2008-11-14, 08:10 AM

ترجمة الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الرحيم البخاري


الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه وبعد
:

فهذه ترجمة للشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري حفظه الله أرسلها إلي أحد الإخوة الفضلاء
ترجمة موجزة مختصرةٌ للشيخ عبد الله بن عبد الرَّحيم البُخاري حفظه الله
الحمدُ لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّدٍ وآله وصحبه أجمعين، أمَّا بعدُ:فهذه ترجمةٌ مختصرةٌ كتبتُها عَنْ شَيْخِنَا الشيخ عبد الله بن عبد الرَّحيم البُخاري حفظه الله وَرَعَاهُ،

لَمَّا رأيتُ سُؤال عَددٍ من الإخوةِ،

راغبين فِي معرفة ترجمةٍ عن الشيخِ وفقه الله، وهي عبارة عن أسئلةٍ وجَّهتها إليه بعد استئذانه و قبوله حفظه الله،

فَأجاب عنْها وفقه الله، وهي كالتالي:
((@))

السُّؤالُ الأَوَّلُ: شَيْخَنَا لو تكرِّمتم بِذِكْرِ الاسْمِ كَامَلاً، ومكان الميلاد؟
الجواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمَّدٍ وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى أتباعه إلى يوم الدِّين، وبعدُ:

تحقيقاً لرغبت الإخوة السَّائلين لها، أُجيبكم عن أسئلتكم المتعلِّقة بالترجمة، و أسألُ الله أن يوفِّقنا ويُسدِّدنا إنه سميعٌ مجيبٌ. فأقولُ جواباً عن السُّؤال الأول:

الاسم: عَبْدُ الله بْنُ عَبْد الرَّحِيْمِ بْنِ حُسْيَن بْنِ مَحْمُودٍ السَّعديُّ ثُمَّ البُخاريُّ المدينيُّ.

نسبةً إلى بني سعدٍ من الطَّائف،

كمَا حدَّثني بذلك والدي الشَّيخ عبد الرحيم رحمه الله، عن والده الشيخ حسين عن آبائهِ.
أمَّا مكانُ الميلاد ففي المدينة النَّبوية، في حي باب التَّمار
((@))

السُّؤال الثَّاني: شيخنا بارك الله فيكم: هل لكم أن تذكروا لنا شيئاً عن والدكم الشيخ عبد الرَّحيم؟
الجواب:

إنَّ من أقل الواجبات المتعيِّنة عليَّ تجاه والدي رحمه الله أن أُبين مكانته وأعرَّف به عند مَنْ يَجهله.

فأقولُ:
والدي هُو

الشيخ عبد الرحيم بن حسين بن محمود رحمه الله،

نَشَأَ يتيماً في كنف أُمِّه إبَّان الحكم العُثماني للحِجْاز، وحَفظ القرآن الكريم منْذُ صِغَره في الكتاتيبِ، وتابع دراسته في (مدرسة العلوم الشرعية) وأُجيز منها في ذَلِكَ،

وكان متفوِّقاً كما هو مَحْفُوظٌ عندنا مِنْ شَهادة المدرسة بذلكَ، ومع عَمَلِهِ كَان يحرص على حِلَق الْعِلْمِ بالمسجد النبوي الشريف والأخذ عن عُلَمائه آنذاك. ثُمَّ انتقل إلى الرِّياض

وعمل فيها لدى الملك عبد العزيز رحمه الله،

وعمل بعدها في أعمال مهنية أخرى، والتَحق بالإدارة العامَّة لهيئات الأمر بالمعروف في أَوَّلِ عام 1374هـ

وكان رئيسُ الهيئة آنذاك الشَّيخ العلاَّمة عمر بن حسن آل الشيخ رحمه الله بِمُسَمَّى (الرئيس العام للهيئات الدِّينية بنجد والمنطقة الشرقية)

و تَحَصَّل الوالدُ رحمه الله على (شهادةٍ وتزكيةٍ)

وهي مَحفوظة عندنا بتوقيعِ سماحة الشيخ عُمر تَدلُّ على (حسن سلوكه وسيرته وتزكيتهِ)،

قال فيها رحمه الله :

" إنَّ الموظف الموضح اسمه أعلاه (الأستاذ محمد عبد الرحيم بن حسين البخاري) نشأ في رعايتنا، ونعتبره من أبنائنا،

ونثق فيه عقيدة وحسن خلق، وإخلاصاً في دينه، وإخلاصاً في حكومته.." وهذه الشهادة رقمها (2396/م/خ) في (25/9/1377هـ).

ثُمَّ انتقل الوالدُ رحمه الله إلى المدينة النَّبويَّة للعملِ بالمحكمة الشَّرعية الكبرى

في (13/2/1380هـ) كاتبَ ضبط لدَى عددٍ من مشايخ وقضاة المدينة وعلمائها، وكان رئيس المحكمة آنذاك و إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشَّيخ العلامة عبد العزيز بن صالح رحمه الله،

وللوالد رحمه الله (شهادة تدلُّ على حسن سيرته) أيضاً منه أفاد فيها بأنَّ الوالد رحمه الله (كان خلال عمله مثالاً للجد والنشاط، وقائم بكلِّ ما يُسندُ إليه من أعمال خير قيامٍ) وكانت هذه الشهادة مؤرخَّة في (21/9/1392هـ).

ثم انتقل رحمه الله إلى (الجامعة الإسلامية) في (1/4/1388هـ) برئاسة سماحة الإمام الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله،

وقد تَحصَّل الوالد على (شهادةٍ وتزكيةٍ) مَحفوظة لدينا فيها إفادة مُصَدَّقة من سَمَاحَة الإمام عبد العزيز بن باز بأنَّ الوالد رحمه الله

(يَتَّصِفُ بِحُسْنِ السِّيْرَةِ وَ السُّلوك والاجتهاد في العمل)

وهي مرقومة بـ (338) في (27/3/1392هـ)، وبقي فيها حتى انتهاء خدمته من العمل الحكومي (1/7/ 1407هـ).

توفِّي رحمه الله وقد خلَّف ( 13) ولداً،

وكان عابَداً ناسكاً، حريصاً على العلم محباً للعلماء مبجلاً لهم، متَّبعاً للسُّنَّة، منابذاً للبدعة والمبتدعة،

على اعتقاد أهل السنة والجماعة،

وله صلةٌ وثيقةٌ بعددٍ كبير من علمائنا السَّلفيين منهم سماحة الإمام العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي (صاحب أضواء البيان)،

و سماحة الإمام شيخ الإسلام عبد العزيز بن باز،

وله تواصل مع العلامة الفقيه عبد الرحمن السعدي،

بل إن الشيخ أهدى للوالد كُتباً وعليها خطُّ الشيخ وهي محفوظة عندي،

ومنهم العلامة المحدث حماد الأنصاري، و العلامة المحدث عبد المحسن العباد، والعلامة المجاهد محمد أمان الجامي،

والعلامة المحدث ربيع بن هادي، والعلامة المحدث عمر بن محمد فلاته، وغيرهم كثير.
وكانت وفاته في يوم الخميس الموافق 23/12/1422هـ، بقرب أحد مداخل المسجد النبوي،

وكان صائماً قُبيل المغرب، فنسأل الله أن يتغمده بواسع فضله ويسكنه فسيح جنته، آمين.((@))

السُّؤال الثالث

:

بارك الله فيكم: شيخنا هل لكم أن تخبرونا عن طلبكم للعلم، ومشايخكم؟
الجواب:

قد منَّ الله عليَّ أن نشأتُ في كنفِ والديَّ الكريمين، فقد حرصا كل الحرص على تربيتنا تربية سليمة مستقيمة ولله الحمد، وكان والدي رحمه الله يتعاهدنا على أمور ديننا ومن أهمها الصَّلاة جماعةً،

وكان يُنابذ البدع وأهلها- كما أسلفتُ-، وكنَّا نسأله عن بعضها كَالمولد النبوي ونحوه فكان يُحذرنا منها ومن أهلها ويذكر لنا بعض فتاوى العلماء فيها كالإمام عبد العزيز بن باز وغيره من أهل العلم،

كُلُّ ذلك كان له أثرٌ كبير في توجهي لطلب العلم، لذا بدأتُ في حفظ القرآن فِي (مسجد الإمام البخاري) الذي كان والدي قيماً عليه وأنا في المرحلة الابتدائية في السَّنوات الأولى منه، ثم حَصل انقطاعٌ يسير ثم عَاودتُ الحفظ ولله الحمدُ والمنَّة.

وَ حُبِّب إليَّ علم الحديث منذ الصِّغر فكنتُ أجتهدُ في تحصيل كُتبه والنَّظر فيها، والسُّؤال عمَّا أشكل، مع حفظِ مَا استطعتُ منْها ولله الحمد، وكذا حرصتُ كل الحرص على تعلّم الاعتقاد لِمَا أرى من ضرورة الحاجة إليه، فاجتهدت في ذلك ولزمت الحلق في المسجد النبوي الشريف.

وهنا أقول:

إنَّ مما لا شكَّ فيه أنَّ مشايخ المرء هم عَمُود نَسبه العلمي،

وسأذكرُ جملة من أهل العلم والفضْل ممن أخذتُ عنهم وتحمَّلت منهم، فجزاهم الله عني خير الجزاء، وهم على سبيل المثالِ لا الحصر.

[[]]

أوَّلاً:

القرآن الكريم وتجويده.

قد منَّ الله عليَّ أن أخذتُ القرآن الكريم على عددٍ من القرَّاء، وبعضهم أخذتُ عنه علم التَّجويد خاصَّة، فأخذتُ القرآن عن كلٍّ من:

1/ الشيخ محمد رمضان الدهلوي رحمه الله.

2/ الشيخ المدقِّق سيد لاشين أبو الفرج حفظه الله، وقد أفدتُ من الشيخ حفظه الله كثيراً وبخاصَّة في تحقيقِ التِّلاوة والتَّطبيق العملي لفنِّ التجويد.

3/ الشيخ أحمد عبد الكريم رحمه الله.

4/ الشيخ محمد المرسي رحمه الله، وهذا الشيخ كان يَعْمَل خطَّاطاً للجامعة الإسلامية، وإماماً في مسجد (الإمام البخاري)، وأخذتُ منه زيادة على القرآن، التجويد

فدرستُ عليه رسالة (البرهان في تجويد القرآن) للصادق قمحاوي،

وكذا أخذتُ عنه الخطَّ العربي نظرياً و عملياً، والنَّحو فدرستُ عليه متن (الآجرومية) أيضاً.

5/ الشيخ المعمَّر بكري بن عبد المجيد الطرابيشي

ولي منه إجازة في القرآن الكريم، وَ أجازني أيضاً إجازة عامَّة شاملة فيما مَرويِّاته التي تَحمَّلها عن شيخه الشيخ محمد سليم الحلواني،

رحم الله الجميع. وأخذتُ عَنْ غيرهم أيضاً.
6/ وأخذتُ التَّجويد خاصَّة عن الشَّيخ: أحمد القاضي حفظه الله، ودَرَستُ عليه كتاب (حق التلاوة) لحسني شيخ عثمان.

[[]]

أما شيوخي في العلوم الأخرى، فمنهم:

1/ شَيْخِي العلاَّمة النَّاصح الصَّادق الرَّباني محمَّد أمان بن علي الجامي رحمه الله،

فقد لزمته نحواً من (10) سنوات،

ودرستُ عليه عدداً كثيراً من كُتب العلم فِي (العقيدة) و(الحديث) وغيرها

كمَا نصَّ على ذلك في ( تَزكيتهِ لِي) الَّتي أحتفظُ بها وأَفْتَخرُ بها،

فَمِنَ الكُتُب التي درستُها عليه: ( الأصول الثلاثة) و (القواعد الأربعة) و كتاب (التوحيد) لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب،

و شَرحيه (فتح المجيد) و ( قُرَّة عيون الموحدين)، و( تَجريدُ التوحيد) للمقريزي،

و( الواسطية) و(الحموية) و(التدمرية) كلها لشيخ الإسلام ابن تيمية، و(شرح الطحاوية) لابن أبي العز الحنفي، و(القواعد المثلى) لابن عثيمين، و(قطر الندى وبل الصدى) و(الآجرومية)، و أبواباً من ( نيل الأوطار) و(زاد المعاد)، وكتاب (الصيام) من (صحيح البخاري) و(عمدة الأحكام) للمقدسي، و غيرها،

وهذه أكثرها في المسجد النَّبوي الشَّريف، وبعضها في المسجد المجاور لبيته وبعضها في مسجد الصانع بحي المصانع.

2/ شيخنا العلامة الفاضل عبد المحسن بن حمد العباد حفظه الله،

وقد لزمتُه نَحواً من (16) عاماً، فحضرتُ معه المجلد الأخير من (صحيح مسلم) ثم تَابعتُ الحضور في (صحيح البخاري)

و(سنن النسائي) و(سنن أبي داود) و أكثر (جامع الترمذي)، وحضرتُ درساً أنشأهُ في (رمضان) شرح فيه (اللؤلؤ والمرجان) ولم يُتمَّه، وحضرتُ دروسه الصَّيفية كـ (عقيدة ابن أبي زيد القيراوني) و(شرح آداب المشي إلى الصلاة) وغيرها، كلها في المسجد النبوي الشَّريف.

و قرأتُ عليه في حَجِّ عام 1420هـ بمخيم التوعية الإسلامية بمنى، جُزءاً من كتاب (الحج)

من (شرح السُّنَّة) للإمام البغوي رحمه الله، و قَرأتُ عليه في مُخيم التَّوعية الإسلامية بالحج بمنىً عام 1421هـ

كاملَ أجوبة العلامة محمد بن صالح العثيمين عن الحج في كتابه المسمى (فتاوى أركان الإسلام) جمع وترتيب (فهد بن ناصر السليمان)

طبع دار الثريا، وكان ذَلكَ أوَّل نُزول الكتاب وعلَّق الشيخ بعدَّة تعليقات،

وحضرَ مَجالس القراءة والعَرْض عَددٌ من المشايخ المشاركين في التَّوعية منهم:

شيخنا علي بن ناصر فقيهي، والشيخ صالح بن سعد السحيمي، والشيخ عبد الصمد الكاتب، والشيخ أحمد عبد الوهاب، وغيرهم.

3/ ومن العلماء الذين درستُ عليهم في المسجد النَّبوي الشريف الشَّيخ العلاَّمة المحدث المؤرِّخ

عمر بن محمد فلاته رحمه الله،

حيثُ حضرت له شرحاً لصحيح مسلم، والموطأ، وشرحاً في السِّيرة النَّبوية.

4/ و منهم أيضاً العلاَّمة الفقيه الشَّيخ عطية بن محمد سالم رحمه الله

حيثُ حضرتُ عليه شرح (مذكرة الشنقيطي في أصول الفقه) و بعضاً من دروس (الرَّحبية) في الفرائض، و(شرح الورقات)،

وكلها في المسجد النَّبوي الشريف.
5/ ومن العلماء أيضاً الذين أخذت عنهم في المسجد النَّبوي الشريف

شيخنا الشَّيخ العلاَّمة النَّاصح عَلي بن محمد بن سنان رحمه الله

حيثُ دَرسنا عليه في (ألفية ابن مالك) في (النَّحو) و (إرشاد الفحول) للشَّوكاني، و(الرَّوض المربع) في فقه الحنابلة.

6/ ومنْهُم العلاَّمة المحدِّث المجاهِدُ النَّاقد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ومتَّعَ بهِ،

حيثُ دَرسنا عليه في المسجد المجاور لسكنه الكائن آنذاك في حي الأزهري،

(مُقدِّمة صَحيح مسلم) و(التَّقييد و الإيضاح) للحافظ العراقي، و(إعلام الموقعين) للإمام ابن القيم، و(اختصار علوم الحديث) لابن كثير.
7/ وَمنْهم أيضاً شيخنا العلاَّمة المؤرخ اللغوي النسَّابة صفي الرحمن المباكفوري رحمه الله،

حيث صحبتهُ أكثر من سنتين، قَرأتُ عليه قَدْراً صالحاً من الكتُبِ السِّتَّة - كما نصَّ عليه في إجازتهِ- فأجازني فيها،

وَ فِي سائر مَرْويَّاته المتصلة بكتاب الحافظ الشوكاني ( إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر)، وَ قَرأتُ عَليه أكثرَ (جَامع) الإمام الترمذي،

وكذا بعض كتب اللغة و بِخَاصَّة (النَّحو والصَّرف) والمنتشرة في بلاد (الهند) منها كتاب (شرح مئة عامل) وغيرها،

وقرأتُ عليه بعض كتب العقيدة كأصول السُّنَّة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، وغيرها،

وكانت هذه الدراسة أكثرها في المسجد النَّبوي الشَّريف في مجلسٍ خاصَّ.
8/ ومِنَ العُلماء أيضاً شيخنا العلاَّمة المحدِّث الفقيه أحمد بن يحيى النجمي حفظه الله،

حيثُ حَضرت عليه عَرْضاً لسنن أبي داود في بيَت أخينا الشَّيخ الفاضل الدُّكتور محمَّد بن هادي المدخلي،

حيثُ كان يعرضُ عَليه جزءاً من (السنن) للإمام أبي داود، وقد أجازني الشَّيخ حفظه إجازةً عامَّة لِجَميع مروياته في ثبته

الموسوم ( إنالة الطالبين بأسانيد كتب المحدثين).
9/ ومِنَ العُلماء أيضاً شيخا العلامة النَّبيه الشَّيخ علي بن ناصر الفقيهي حفظه الله،

حيثُ قرأتُ عليه جملةً من كتب العقيدة كـ(صريح السُّنة) لابن جرير الطبري،

و(سلالة الرسالة في ذم الروافض من أهل الضلالة) لملا علي القاري، وكان ذلك في حجِّ عام 1421هـ.

10/ ومنهم أيضاً شيخنا الجليل عُبيد بن عبد الله الجابري حفظه الله،

حيثُ قرأتُ عليه في (مذكرة الشنقيطي في أصول الفقه) و المجلد الأول من (السَّيل الجرار) للعلامة الشوكاني.
11/ ومنهم شيخنا الشيخ اللغوي البارع (ابن عوف كوني)

المشهور بعبد الرحمن بن عوف الكوني،

نزيل في المدينة النبوية، فقد أخذتُ منه (ملحة الإعراب) للعلامة الحريري،

مع مجالس نحوية أخرى.
وللمعلومية فإنَّ كلَّ من درَّسني في (كلية الحديث الشريف) بالجامعة يعتبرُ من مشايخي،

وهم كثر جزاهم الله خيراً،

لكن ذكرتُ من درست عليه خارج قاعات الدراسة النظامية،

وهناك بعض من درست عليه خارج الجامعة أيضاً إلا أنِّي لا أرفعُ به رأساً؛ لأمر ليس هذا محلُّ بسطه، والله الموفِّق.
((@))

السُّؤال الرابع:

شيخنا:

هل ثَمَّ لكم علاقة بسماحة العلامة عبد العزيز بن باز والعلامة محمد العثيمين، والعلامة الألباني، رحمهم الله؟.
الجواب: إنَّ هؤلاء الذين ذكرتهم مفخرةٌ لأهل السُّنَّة، فهم مِنْ أئمتها وأعلامها، و المرءُ يَتشرف بأنْ يذكر ما له علاقة بهم، لذا أقولُ:
إنّ من العلماء الذين أُصنِّفُهم في مشايخي أيضاً:
العلاَّمة الإمام شيخ الإسلام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله

حيثُ حَضرتُ بَعْضَ دُروسه في مسجدهِ بالطَّائف، في صيف عام 1408هـ،

وكانَ يشرحُ في (بلوغ المرام) لابن حجر، وحَضرتُ له لقاءات عدَّة وَوجَّهْتُ لَه جُملة مِنَ السُّؤالات،

وحَضَرتُ عَليه قراءة من ( تُحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي) بِمنْزِلهِ بالطَّائف،

وَ تَشرَّفْتُ بكوني ثَالث الحاضرين، حيث كان في المجلس الشَّيخُ وَالقَارئ

وأنَا فَقَطْ، ولله الحمد والمنَّة، وأذكرُ أنَّ الشيخ في سنةٍ من السنوات لما سألته عن الدراسة في الجامعة الإسلامية؟

شجعني لدخولها، وسألته عن كلية الحديث، فزادني تشجيعاً، رحمه الله.
و منهم العلاَّمة الفهَّامة الفَقهيه الشيَّخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، فَقَدْ حضرتُ دُروسه في المسجد الحرام في العشر الأخير من رمضان عام

(1407هـ) وكان يشرحُ حديث جبريل عليه السَّلام الطَّويل في صحيح مسلم،

ودوَّنت كُل الفوائد التي استفدتها منه رحمه الله، وكَذا كُنْتُ أُسافر إليه رحمه الله في (عُنيزة) في الصَّيف لِحُضور دروسه الصَّيفية،

فحضرتُ صيف 1408هـ، وصيف 1409هـ أيضاً،

وأما دروسه التي كان يَعْقِدُها في المسجد النَّبوي الشريف فكذَلك حضرتها كلها و لزمْتُه فِيْها.
[[]]

ومنَّ الله عليَّ أيضاً بلقاء الإمام الهمام المحدث الناقد محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله،

إبَّان زيارته للمدينة النبوية، في عام 1408هـ تقريباً،

و كرَّر الزِّيارة أيضاً بعدها، فحضرتُ كلَّ لقاءاته العامَّة بَلْ وَ بعض الخاصَّة أيضاً،

وتَشرَّفتُ بِانْفِرَادي به رحمه الله يوماً بعد صَلاة ظُهْرٍ وهو خَارجٌ مِنَ المسجد النبوي مُتَّجِهاً إلى سَكنهِ فتَوجَّهت إليه بعدَّةِ أسئلة

وكان مُمْسِكاً بيدي مُشَبِّكاً أصابع يده اليمنى بأصابع يدي اليُسرى،

يَسألُني عن اسمي و دِراستي،

وكان مُسرعاً في مشيتهِ إلى أنْ وَصلتُ معه المنزل، فاسْتَأذن، ثُم انْصَرفتُ، رحمه الله رحمة واسعة وسائر علمائنا أجمعين.((@))

السُّؤال الخامس: هل لكم أن تذكروا لنا من أجازكم من أهل العلم؟
الجواب: حرصتُ في أخذي للإجازات أن آخذها بشرطها ما أمكن، من القراءة ثم طلب الإجازة، وسبق أن ذكرتُ ممن أجازني:
1/ الشَّيخ بكري الطرابيشي.
2/ الشيخ صفي الرحمن المباركفوري.
3/ الشيخ أحمد النجمي. وأزيد عليهم:
4/ الشَّيخ العلاَّمة المحدث النَّاقد أبو محمد بديع الدين الشَّاه الراشدي السِّندي الشَّريف رحمه الله،

فقد كَتبَ إلي كتاباً جواباً على كتابٍ كتبتهُ له، وأرَّخه في (15/ رجب/ 1416هـ) ثُم توفي رحمه الله في (18/8/1416هـ) أي بعد شهرٍ وثلاثة أيام من كتابة جوابه،

فرحمه الله رحمة واسعه، وأرسلَّ إليَّ بثبته الموسوم بـ ( منجد المستجيز لرواية السنة والكتاب العزيز).
وهناك غيرهم قد أجازني وأرسل بها إليَّ من غير طلب مني، لِذَا أَعْرَضْتُ عنْها، والله المستعان.((@))

السُّؤال السَّادس: بارك الله فيكم شيخنا: هل لكم أنْ تذكروا لنا مؤهَّلاتكم العلميَّة؟.
الجواب: المؤهلات العلميَّة:
1/ تخرجت في كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية للعام الجامعي 1410هـ/1411هـ، بتقدير عام (جيِّد جدَّاً ).
2/ علمتُ في سلك وزارة المعارف- سابقاً، والتربية والتعليم حالياً- مدرِّساً للدراسات الإسلامية مدَّة 6 سنوات، بمرحلتي المتوسطة والثانوية.
3/ ثم دَرَستُ السَّنة المنهجية لمرحلة الماجستير في جامعة أم القرى بمكة المكرمة/ قسم الكتاب والسنة في كلية الدعوة وأصول الدين، وكان ذلك عام 1417هـ، وحصلتُ على درجة ممتاز مع شهادة تفوق على الدفعة.
4/ كتبتُ رسالة الماجستير بعنوان (مرويات أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه جمعاً ودراسة)، وناقشتها في عام 21/8/1420هـ، وأجيزت بتقدير (ممتاز مع التوصية بطبع الرِّسالة).
5/ انتقلتُ من سلك وزارة المعارف إلى الجامعة الإسلامية عام 1418هـ، مُعيداً في كليَّة الحديث الشَّريف/ قسم فقه السنة ومصادرها.
6/ حصلتُ على درجة الدكتوراه سنَة 1426هـ، وكان عنوانها (تكملة شرح الترمذي) للحافظ العراقي، تحقيق من (أول كتاب الرضاع) إلى (نهاية كتاب إذا أفلس للرجل غريم..) من (كتاب البيوع)، وكان تقديرها (ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى).
7/ أعمل حالياً أستاذ مساعد في قسم فقه السنة ومصادرها في كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية، ولي أبحاث محكمة كتبتها لمرحلة أستاذ مشارك، يسر الله أمرها.
(((@))

السُّؤال السابع: أحسن الله إليكم: شيخنا هل لكم أن تذكروا لنا

ما لكم من مؤلفات؟
الجواب: لا شك أن المشاركة في تدوين العلم ونشره أمرٌ مهمٌ، و قد منَّ الله عليَّ بذلك منذ وقتٍ، فكتبتُ جملة من المؤلفات العلمية، رغبةً في نشر العلم، فنسأل الله القبول والعون، فمن تلك المؤلفات:
1/ مرويات أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه جمعاً ودراسة/ تأليف/ طبع مؤخراً عن دار أضواء السلف المصرية.
2/ تكملة شرح الترمذي للحافظ العراقي/ تحقيق/ لم يطبع.
3/ منار السبيل بتخريج جزء ابن ديزيل، تحقيق، طبع عام 1413هـ عن دار الغرباء بالمدينة النبوية، ثم أعيد طبعه حالياً عن دار الإمام أحمد المصرية عام 14289هـ.
4/ إتحاف النبلاء بأدلة تحريم إتيان المحل المكروه من النساء/ تأليف/ طبع 1414هـ عن دار الغرباء بالمدينة النبوية، ثم أعيد طبعه عن دار المنهاج بمصر عام 1428هـ.
5/ رياض الجنة بتخريج أصول السنة لابن أبي زمنين، تحقيق وتخريج، طبع عن دار الغرباء عام 1414هـ، ويعاد طبعه حالياً بمصر عن دار أضواء السلف المصرية.
6/ تحفة الإخوان بتخريج مجلس من أمالي ابن بشران، تحقيق وتخريج، مخطوط لم يطبع بعد.
7/ التنبيه والإرشاد لتجاوزات محمود الحداد، تأليف، مضروب على الآلة وانتشر مصوراً عام 1414هـ.
8/ الفتح الرباني في الرد على أبي الحسن السليماني، تأليف، طبع عن دار الآثار اليمنية عام 1424هـ، وطبع أيضاً عام 1425هـ، عن دار ماجد عسيري بجدة، السعودية.
9/ التوضيح الأبهر لتذكرة ابن الملقن في علم الأثر، للحافظ السخاوي، تحقيق، طبع عن دار أضواء السلف بالرياض/ السعودية، عام 1418هـ، وأعيد طبعه حالياً عن دار الإمام أحمد بمصر.
10/ المقالات الشرعية (المجموعة الأولى)، تأليف/ وتقديم العلامة أحمد النجمي والعلامة زيد المدخلي حفظهما الله، طبع عن دار المدينة العملية بالإمارات العربية المتحدة عام 1428هـ، وطبع عن دار أضواء السلف المصرية عام 1428هـ.
11/ المقالات الشرعية (المجموعة الثانية)، تأليف، طبع عن دار أضواء السلف المصرية، عام 1429هـ.
12/ الأجوبة المدينية عن الأسئلة الحديثية، تأليف/ طبع عن دار الاستقامة بمصر، عام 1429هـ.
13/ مصطلحات المحدثين في كتابة الحديث وضبطه وإصلاحه، تأليف، بحثٌ علميٌّ محكَّم في جامع الإمام محمد بن سعود، تبنت الجامعة نشره في عدد من أعداد مجلتها، يسر الله خروجه.
14/ سؤالات الإمام أبي زرعة الدمشقي للإمام أحمد بن حنبل في كتابه (التاريخ) جمعاً ودراسة، تأليف/ بحثٌ علميٌّ محكَّمٌ عن عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، وتبنت دار الإستقامة بمصر طبعه، يسر الله خروجه.
15/ تمام المنة بشرح أصول السُّنة للإمام الحميدي، شرحٌ مفرَّغٌ، تأليفي، طبع عن دار الاستقامة بمصر، عام 1429هـ.
16/ التعليقات الرضية على المنظومة البيقونية، تأليفي، تبنت دار الاستقامة طبعه، يسر الله خروجه.
17/ كذلك تبنت دار الاستقامة إخراج شرحي المفرغ من أشرطتي لكتاب الحافظ الذهبي (الموقظة) يسر الله خروجه.
18/ التعليقات الرضية على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، شرحٌ مفرَّغٌ عام 1424هـ، وتبنت دار الفلاح بطبعه، وهو قيد المراجعة الآن.وهناك غيرها يسر الله وأعانَ عليها.
((@))

السُّؤال التاسع: أحسن الله إليكم: هل لكم أن تطلعونا على الكتب التي درستموها حفظكم الله؟.
الجواب: جواباً عن هذا السؤال أقول: تدريسي للكتب على قسمين:
كتبٌ درستها وانتهيت منها. وكتبٌ لا زلتُ فيها لم أنتهي منها بعدُ، وعلى كل حال فالكتبُ هي:
1/ (حق التلاوة) في تجويد القرآن الكريم لحسني شيخ عثمان.
2/ البرهان في تجويد القرآن للصادق قمحاوي.
3/ الأصول الثلاثة.
4/القواعد الأربعة.
5/ كتاب التوحيد، ثلاثتها للإمام محمد بن عبد الوهاب.
6/ فتح المجيد شرح كتاب التوحيد.
7/سلم الوصول للعلامة حافظ حكمي.
8/ أصول السنة للحميدي.
9/السنة للمزني.
10/ صريح السنة لابن جرير.
11/ السنة لعبد الله بن الإمام أحمد.
12/الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام.
13/ كتاب التوحيد من صحيح الإمام البخاري.
14/ كتاب الإيمان من صحيح الإمام البخاري.
15/ الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية.16/ كتاب الرقاق من صحيح الإمام البخاري.
17/ المنظومة البيقونية.18/ اختصار علوم الحديث لابن كثير.
20/ التوضيح الأبهر لتذكرة ابن الملقن في علم الأثر، للسخاوي.21/ الموقظة للحافظ الذهبي.22/ المقنع في علوم الحديث لابن الملقن.23/ إرشاد طلاب الحقائق للحافظ النووي.
24/ مقدمة صحيح الإمام مسلم بن الحجاج.25/ نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر للحافظ ابن حجر.26/ مختصر صحيح البخاري للزبيدي.27/ الأدب المفرد للإمام البخاري.

28/ عمدة الأحكام الكبرى للحافظ المقدسي.29/ عمدة الأحكام، للمقدسي، وهي المعروفة بالعمدة الصغرى.30/ بلوغ المرام من أدلة الأحكام للحافظ ابن حجر.31/ الأنجم الزاهرات على حل ألفاظ الورقات للمارديني الشافعي.
32/ الأربعين النووية.
33/ منهج السالكين للعلامة السعدي.
34/ بهجة قلوب الأبرار للعلامة السعدي.
35/ المحرر في الحديث، للحافظ ابن عبد الهادي.
36/ الرسالة التبوكية للإمام ابن القيم.
37/ الوابل الصيب من الكلم الطيب، للإمام ابن القيم.
38/ الدروس المهمة لعامة الأمة، للعلامة عبدالعزيز بن باز.
39/

ضوابط الجرح والتعديل،

لعبد العزيز العبد اللطيف.
40/ ا

لرفع والتكميل في الجرح والتعديل،

للكنوي الهندي.
41/ طرق تخرج حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مذكرتي.

42/ الجامع لأخلاق الراوي وآداب السَّامع، للحافظ الخطيب البغدادي.
43/ متن الآجرومية. وغيرها كثير ولله الحمد والمنة.
ولعل في هذا القدر كفاية،

لذا أرى أن ننتهي عند هذا القدر، والله أسأل أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علَّمنا، وأن يرزقنا علماً ينفعنا، إنَّه جوادٌ كريم، وصلَّى الله على نبيِّنا محمد وآله وصحبه وسلَّم.
في الختام نشكرُ شيخنا على ما أتحفنا به، ونسأله تعالى أن يبارك فيه وفي عمره، وأن يمده بعونه وتوفيقه، إنَّه سميعٌ مجيبٌ، وصلَّى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلَّم.

وهذا ثناء الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله على الشيخ عبد الله البخاري .سئل الشيخ حفظه الله :هذا يقول : ما رأيكم في حضور دروس الشيخ عبد الله البخاري في المدينة ؟ أفيدونا بأجوبة ,أفيدونا مأجورين ؟ .

الجواب :

أنا أنصح الشباب في المدينة أن يحضروا دروس الأخ عبد الله البخاري؛ فإنه من خيار أهل السُنّة، ومن الذابين عنها في كل مناسبةٍ فيما أعرف، يكتبُ ويصولُ ويجولُ في الذبِّ عن السُنّة وأهلها أكثر من كثير ممن يحاربونه من أهل الأهواء القدامى والمحُدَثين، وهو من خيار أهل السنة إن شاء الله، نسأل الله أن يثبتنا وإياه على السُنّة

وأن ينفع بنا وبه، فما علمتُ فيه إلاّ أنّهُ سلفيّ (خيِّر أو طيِّب)، وكُلُّنا خطاء وخير الخطائين التوابون، نعم.
فأوصي بهذا الرجل؛ فإنه من أفاضل خريجي الجامعة الإسلامية، وحملة الماجستير وهو الآن أظن يحضِّر الدكتوراه، فمن أذكى الناس، من أذكى الشباب، وأعرَف بالمنهج السلفي إن شاء الله، فاحضروا عليه واستفيدوا منه، نعم.ملحوظة:

كانت التزكية في يوم الجمعة الموافق 14/5/1425هـ،

في أسئلة درس (كتاب الشريعة) للإمام الآجري (باب الإيمان بالحوض الذي أعطي النبي صلى الله عليه وسلّم).وهو في الدقيقة 42,35 من الشريط المذكور .

المصدر

http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=362977

الثلاثاء، 7 أكتوبر 2008

بطلان قول بعضهم كانَ إذَا أعْجبتُهُ امْرَأةٌ فَرَغِبَ فِيْهَا حَرُمَ عَلَى زَوْجِها إِمْسَاكُهَا

بطلان قول بعضهم كانَ إذَا أعْجبتُهُ امْرَأةٌ فَرَغِبَ فِيْهَا حَرُمَ عَلَى زَوْجِها إِمْسَاكُهَا

سلسلة الذب عن سنَّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
/ الأولى
بقلم الشيخ عبد الله عبد الرحيم البخاري حفظه الله
بسم الله الرَّحمن الرَّحيمالحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّدٍ و آله وصحبه وسلَّم، وبعد:فإنَّ الله عزَّ وجلَّ قد تَكَفَّلَ بِحِفْظِ الْحَنِيْفِيَّةِ السَّمْحة، فَقَالَ فِي مُحْكَمِ التَّنْزيْلِ {إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الْذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، وقيَّضَ لها خَلْقَاً من الْمُؤْمِنِيْنَ فِي كُلِّ عَصْرٍ ومِصْرٍ، لحفظها والذَّبِّ عنْهَا وَصِيَانَتِهَا مِنْ كُلِّ دَخِيْلٍ، حِفْظَاً في الصُّدُورِ وَ دِرَاسَةً وَ تَعلُّماً و تَعْلِيْمَاً وَ تَصنِيْفاً. وتَمَّمَ نِعْمةَ حِفْظِهِ لِدِيْنِهِ أَنْ حَفِظَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ صلَّى الله عليه و آله وسلَّم، إِذْ هِي الْمُفَسِّرةُ وَ المبيِّنة وَ الموَضِّحة والمقيّدة والمخصِّصة لِمَا وَرَدَ فِي الكِتَابِ العَزِيْزِ.قَال الْحَافِظُ ابْنُ حِبَّانَ البُستي رحمه الله:"فُرْسَان هَذا العِلْم الَّذين حَفِظُوا عَلى الْمُسْلِمين الدِّين، وَ هَدوهم إِلى الصِّراط المستَقيم، الَّذين آثروا قَطْعَ الْمَفَاوزِ وَ القِفَار عَلَى التَّنَعُم في الدِّيار وَ الأوْطان فِي طَلَبِ السُّنَنِ في الأمْصَارِ، وجَمْعِها بالوَجلِ والأسْفار والدَّورانِ في جميعِ الأقطارِ،حتَّى إنَّ أحدَهم لَيَرْحَلُ في الحديثِ الواحِدِ الفَرَاسخَ البعيدة وفي الكَلمةِ الواحدةِ الأيامَ الكثيرةَ، لِئَلَّا يُدْخِلَ مُضِلٌّ في السُّنَنِ شيئاً يُضِلُّ به، وَ إنْ فَعَلَ فَهُمُ الذَّابُّونَ عَنْ رسول صلَّى الله عليه وسلَّم ذَلكَ الكَذب، وَالقَائِمُونَ بنُصْرةِ الدِّينِ" انتهى كلامه رحمه الله من كتاب (المجروحين) له (1/72).وقَال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة الحرَّاني رحمه الله بعد أنْ ذكرَ حَديثاً موضُوعَاً:" إنَّهُ مِنْ أكاذيبِ أهْلِ الوَضْعِ وَ الاخْتِلاَقِ، الَّذين وَضَعُوا مِنَ الكَذِبِ أَكْثر مِمَّا بِأَيْدي الْمُسْلِمينَ مِنَ الصَّحيحِ، لَكنَّ الله فَرَّقَ بَيْنَ الحقِّ وَالبَاطِلِ بِأَهْلِ النَّقْدِ العَارِفِيْنَ بِالنَّقلِ، عُلَمَاء التَّعديل والتَّجْريح" (الرَّد على البكري)(1/70).وَهَذا الَّذي سَارُوا عَلَيْهِ مِنْ بَيانِ الْحَقِّ لِلْخَلقِ إنَّمَا هُو مِنْ بَابِ النَّصيحةِ للهِ وَ لِكِتَابهِ وَ لِرَسُولِهِ صَلَّى الله عَلَيْه وَآله وسلَّم وَ لِعَامَّة المسْلِمينَ، وَهُمْ فِي ذَلِكَ يَرْحَمُونَ الْخَلْقَ وَ يُبيِّنونَ الْحَقَّ؛ قَالَ شَيخُ الإسْلامِ ابْنُ تَيميَّة رَحمه الله:" والمؤمنُ الْمُحسنُ المتَّبعُ لِسُنَّة رَسُولهِ صَلَّى الله عليه وسلَّم، لاَ يَأْمُرُ أحَداً بِأَمْرٍ لِمُجَرَّدِ غَرَضِهِ... وَ لاَ يَسْأَلُ أَحْدَاً شَيْئَاً، بَلْ إِذَا أَمَرَ أحَداً بِأَمْرٍ كَانَ مَقْصودُه بِذَلكَ انْتَفاع الْمَأمورِ وَ حُصُول مَصْلحتهِ، وَ لَهُ أَجْرُ النَّاصحِ الدَّالِ عَلى الْخَير، الدَّاعي إلى الْهُدى، فَيَكُونُ لَهُ مِثْل أَجْرِ العَاملِ الْمَأمورِ مِنْ غَيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أجْرِ العَامِلِ شَيئٌ...فَالمؤمنُ الْمُتَّبِعُ لِلسُّنَّةِ، يُحْسِنُ إِلَى الْخَلْقِ وَ يَطْلُبُ الأَجْرَ مِنَ الْخَالقِ، فَيَكُونُ قَائمِاً بِحقِّ الله وَحَقِّ عِبَادهِ.." (الرد على البكري)(1/218-219).فَالْمُؤمِنُ السُّنِّي المتَّبع إنِّما يَسْلُكُ بِذَلكَ الصِّراطَ الْمُسْتَقيم الَّذي يَدْعُو ربَّه كُلَّ ركعةٍ أنْ يَهْديَهُ إِلَيْهِ، قَالَ شَيخُ الإِسْلامِ ابْنُ القَيِّمِ رحمه الله:" المسألة العُشرون: وَهِيَ: مَا هُو الصِّراط المستقيم؟ فنَذْكُرُ فِيْهِ قَولاً وَجِيْزَاً؛ فإنَّ النَّاسَ تَنَوَّعَتْ عِبَاراتهم فيهِ... وَ حَقِيْقَتُهُ شَيءٌ واحدٌ وهُو:طَريقُ اللهِ الَّذي نَصَبهُ لِعِبَادهِ عَلَى أَلْسن رُسُلهِ، وَجَعلهُ مُوصِلاً لِعَبادهِ إِليْهِ، وَ لاَ طَريقَ لَهُم إِليهِ سِوَاهُ، بَلْ الطُّرقُ كُلُّهَا مَسدودة إلاَّ هذا؛ وهُو إفرادهُ بالعُبُوديَّةِ، وَ إِفْرادُ رَسُولهِ بالطَّاعةِ، فَلا يُشْركُ بِهِ أحَداً في عُبُودِيَّتِهِ، وَ لاُ يُشْركُ بِرَسُولهِ أَحَداً فِي طَاعتهِ، فَيُجَرَّد التَّوحيد وَ يُجرِّد مُتَابعةَ الرَّسُولِ صَلَّى الله عليه وسلَّم" (بدائع الفوائد)(2/40).فَمِمَّا تَقَدَّم يَتَبَيَّنُ لَنَا جَليَّاً مَكَانَةَ أَهْلِ الْحَديثِ وَ أئمَّة السُّنَّة، وَ مَسْلَكَهُم النَّبَيل و جُهودهم فِي حِفْظِ دِيْنِ الله وَ الذَّبِ عنْهُ بالنَّفس والنَّفيس! بِعِلْمٍ وَ عَدلٍ، لا وَكْسٍ وَ لاَ شَطَطٍ، رَغْبَةً فِيْمَا عِنْدَ الله وَ رَهْبَةً مِنَ الله! فَنَصَحُوا وَ بَرُّوا، غَفرَ الله لَهُم وَأَجْزَلَ مَثُوبَتَهُمْ.وَ اسْتِنَانَاً بِمَسْلَكِهم وَ نُصْحَاً لِلأُمَّةِ رَغِبْتُ فِي مشاركتِهم الذبَّ عنْ سُنَّة رَسُولِ الله صلَّى الله عليه و آله وسلَّم الغرَّاء، فِي مَقَالات عِدَّة، أَبدأُ فيها بالتَّنبيه على أمرٍ خَطيرٍ قد وقعَ فيه عَددٌ مِنَ العُلَماءِ – غَفَر الله لهم- وتَتَابَعُوا عَليه!! وَ نَسبوهُ إِلَى خَصَائصهِ الشَّريفة صلَّى الله عَليه وآله وسلَّم، وَلَيسَ الأمرُ كَذَلِكَ- كما سَأُبيِّنهُ بحولِ الله-، فَأَسْأَلُ الله بِمنِّهِ وَكَرمهِ أَنْ يَحْشُرَنِي وَ وَالِدَيَّ و مَشَايِخي وَ ذُرِّيَتِي وَ إِخْوَتي مِنْ أهْلِ السُّنَّة تَحْتَ لوائهِ يَومَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَ لاَ بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ، اللهُمَّ آمين.وَ هَذا أَوانُ الْمَقْصُود:المأخَذُ: قَال العلاَّمةُ أَبو العَبَّاس أحْمدُ بْنُ عُمر القُرْطبي (ت 656هـ) في كتابهِ (الْمُفْهِمُ لِمَا أَشْكَلَ مِنْ تَلْخِيْصِ مُسْلمٍ) (4/ 90) شَارِحَاً حَديثَ جَابرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عِنْدَ مُسْلمٍ، وَفِيْهِ: (أنَّ رَسُولَ الله صلَّى الله عليْهِ وَسلَّم رَأى امْرَأةً، فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنب وَهِيَ تَمعسُ مَنِيئةً لَهَا، فَقَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا، ثُمَّ خرَجَ إِلَى أصْحَابه فَقَال: إنَّ الْمَرأةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَان، وتُدبرُ في صُورةِ شَيطان، فَإذَا أَبْصرَ أَحدُكم امْرأةً فَلْيَأتِِ أَهْلَهُ، فإنَّ ذلكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِِ).قَال القُرْطِبيُّ:" قَوله (رأى امرأة) أي وَقَعَ عليها بصَرُهُ فَجْأةً ، قَال:وَكانَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا تَحْتَجِبُ النِّساءُ منْه، قَالَ: وكانَ إذَا أعْجبتُهُ امْرَأةٌ فَرَغِبَ فِيْهَا حَرُمَ عَلَى زَوْجِها إِمْسَاكُهَا، هَكَذا ذكرهُ أَبُو المعَالي وغيره" انْتَهَى كَلامهُ.قلتُ: يقصد بأبي المعالي: عبدالملك بن عبدالله بن يوسف بن عبدالله بن يوسف بن محمد ابن حَيويه الجُوينيُّ ثم النَّيسابوري الشافعي، صاحب التصانيف،(ت 478هـ).تنظر ترجمته في (سير أعلام النبلاء)(18/468-477) و (طبقات الشافعية الكبرى) للسبكي(5/165-222).و يقصد بقوله (وغيره): أي أنَّ هذا القول قاله غيره من أهل العلم، والأمر كما قال فإنَّ هذه المسألة قَدْ ذَكرها جَمْعٌ مِنَ العُلَماءِ وَ عَدُّوهَا فِي خَصَائِصهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلهِ وَ سَلَّمَ، وَ لَمْ يُدلِّلوا عَلَيْهَا بِدَلِيْلٍ صَحِيْحٍ صَرِيْحٍ!! فَمِنْهُمْ- زيادةً عَلَى الجويني وأبي العباس القرطبي-: أبو عبدالله القرطبي و النّووي وابن الملقن والعراقيُّ والأُبي و أبو عبدالله السَّنوسي و السُّيوطيُّ.كما في (الجامع لأحكام القرآن) (14/212) عند تفسير قوله تعالى {يا أيها النبي إنَّا أحللنا لك أزواجك..} الآية، و( روضة الطالبين ) (5/353-354 ) و( غاية السُّول في خصائص الرَّسول) (القسم الثاني/ التخفيفات المتعلِّقة بالنَّكاح) (المسألة الثالثة/196-197) و(تكلمة شرح العراقي على جامع الترمذي) (ل 257ب/ نسخة الرباط) (شرح الباب التاسع من الجامع/ الوجه السابع )و( إكمال إكمال المعلم )(4/10) و( مكمل إكمال الإكمال)( 4/10 ) و( أنموذج الحبيب في خصائص الحبيب) للسيوطي (الفصل الثالث/فيما اختصَّ به النبي صلى الله عليه وسلم من المباحات) (ص72).وهذا القولُ الباطل لَمْ أَجِدْ- حَسب عِلْمي القَاصر- مَنْ تَصَدَّى لِلْجَوابِ عَنْهُ مِنْ أهل العلمِ مِمَّنْ سَبَقَ، بَعْدَ بَحْثٍ شَديدٍ، لِذَا اسْتَعنتُ بِالله العَظِيْمِ فَاجْتَهَدتُ فِي تَفْنِيْدِهِ مِنْ وُجُوهٍ:الأوَّلُ:إنَّ منَ المعلومِ أنَّ مِنَ الواجب عَلى المسلمين التَّأسي بالنَّبي صلَّى الله عليه و آله وسلَّم في هَديه قَولاً و فعلاً، قال تعالى{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَ الْيَوْمَ الآخِر..}؛ فَدلَّت الآية الكريمة عَلَى أنَّ ما صَدرَ منْهُ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قولاً أو فعلاً فَهو مَحل تَأَسٍ وَ اقْتداء، إلاَّ مَا جَاء الدَّليل بِتَخْصيصهِ وَاسْتِثْنَائهِ مِنْ هَذهِ القَاعِدَة العامَّة كَالْخَصَائِصِ مَثَلاً،قَالَ ابْنُ الملقن" فَإنَّ الَّذي يَنْبَغي وَ لاَ يُعْدَلُ إِلَى غَيْرهِ: أنْ لاَ تَثْبُتَ خُصوصية إلاَّ بَدليلٍ صَحيحٍ" (غاية السول)(ص79).وفي (المواهب اللدنية)(2/600):" والخصائصُ لا تَثْبُتُ إلاَّ بدليلٍ صحيحٍ".وقَال الجويني!!:"ليس يَسُوغُ إثباتُ خصائص رسُولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بالأَقْيِسَةِ الَّتي يُنَاط ُبِهَا الأحكام العامة في النَّاس، ولكن الوجه ما جاء به الشِّرع من غير ابتغاء مزيدٍ عليه" من (نهاية السول)(ص69).وقال ابن الملقن معلِّقاً على الأقيسة في الخصائص النَّبوية:" فإنَّ الأقيسةَ لاَ مَجالَ لِهَا في ذَلكَ، وَ إنَّما المتَّبع فيه النُّصوص، وما لا نَصَّ فيه فالاختيارُ في ذلك هُجُومٌ عَلَى غَيْبٍ بلا فائدة" (نهاية السول)(ص69).فهذه بعض النقولات عن بعض العلماء ممن أُثرَ عنهم ذلك القول الباطل! في أنَّ الخصوصية لا مجال للاجتهاد فيها، وأنَّها لا تثبتُ إلاَّ بنصٍّ! وهذا هو الصَّحيح.الثاني:بناءً على ما تقدَّم تقريره فإنَّ ذكر هذه المسألة في خصائصه عليه الصَّلاة والسَّلام هي في الحقيقةِ لَو أَرَدْنَا أنْ نُعملَ فِيْهَا القَاعِدَةَ المتقدِّمة لَمَا اسْتَطعنا!! إذْ لَمْ يَرِد نصٌّ يدلُّ عليها!! ثُمَّ هِيَ تَأْصيلٌ لِمَا يَقولُه المستشرقون وأعداء الدِّين والملة مِنْ أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه و آله وسلَّم رجلٌ شهواني!! وحَاشَاهُ عَليه الصلاة والسلام بِأَبِي هُو وَ أُمِّي.الثالث:غاية ما استدلَ بهِ مَنْ قال بهذهِ المقالة الشَّنيعة قصَّة زيدٍ رضي الله تَعالى عنهُ!! وعندَ التَّمعن في قصَّة زيدٍ يَظْهرُ بجلاءٍ عَدم صحَّةِ الاستدلالِ بها عَلَى هَذه المسألةِ، فَقَدْ خرَّج الإمامُ البُخَاريُّ في (صحيحه) (13/رقم7420/403-فتح) عن أنسٍ رضي الله عنهُ قالَ: (جَاءَ زيدُ بنُ حَارثة يشْكُو، فجَعلَ النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم يقولُ: اتَّقِ الله وَ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ. قَالَ أَنَس: لَو كَان رَسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كَاتِمَاً شيئاً لكتمَ هذهِ، قَال: فكانتْ زَينب تفْخَرُ علَى أزْواجِ النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم تَقُولُ: زَوَّجكن أَهاليكنَّ، وَ زَوَّجَنِي الله مِنْ فَوقِ سَبع سَمَواتٍ).قال الحافظُ ابنُ حجرٍ:" وقد أخرج ابن أبي حاتم هذه القصة من طريق السُّدي فساقهَا سِيَاقاً حَسَنَاًوَ لَفظهُ:بَلغنا أنَّ هَذه الآية نَزلت في زينب بن جحش، وكانت أُمها أُميمة بنت عبدالمطلب عمَّة رَسُول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وكانَ رَسُولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم أرادَ أنْ يُزَوجهَا زَيد بن حارثة مَولاهُ، فَكَرِهَتْ ذَلكَ، ثُمَّ إِنَّهَا رَضِيَتْ بِمَا صَنعَ رَسُولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ،فزوَّجَها إيِّاهُ، ثُمَّ أَعْلمَ اللهُ نَبِيَّهُ صلَّى الله عليه وسلَّم بَعْدُ أَنَّهَا مِنْ أَزْواجهِ، فَكانَ يَسْتَحِي أنْ يَأْمُرَ بِطَلاقِهَا، وَكَانَ لاَ يَزَالُ يَكُونُ بَيْنَ زَيد وَ زينب مَا يَكُون مِنَ النَّاسِ، فَأَمرهُ رَسُولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنْ يُمْسِكَ عَليهِ زَوْجَهُ وَ أَنْ يَتَّقِي اللهَ، وَكَانَ يَخْشَى النَّاس أنْ يَعِيْبُوا عليهوَ يَقُولُوا تَزَوَّجَ امْرَأةَ ابْنِهِ، وَكان قَد تَبَنَّىَ زَيْدَاً. ثُمَّ ذكرَ روايةً أُخرىَ مِنْ طَريقِ عَلي بن زَيدِ بْنِ جُدعان، و أنَّ الحكيم الترمذي أَطْنبَ فِي تَحْسينِ الرِّوَاية، فتعقَّبَهُ بِأنَّه لَعلَّهُ لَمْ يَقفْ عَلَى تَفْسيرِ السُّدي الَّذي أَوردهُ، وَهُو أَوْضَحُ سِيَاقاً وَ أصَحُّ إِسْنَاداً إليهِ؛ لِضَعْفِ عَلي بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدعان…-ثُمَّ قَال- وَ وَرَدَتْ آثارٌ أُخرىَ أَخْرجهَا ابْنُ أَبِي حَاتمٍوَ الطَّبرى وَنَقلها كَثيرٌ مِنَ المفَسِّرينَ لاَ يَنْبَغي التَّشَاغل بِهَا، وَ الَّذي أَوْرَدْتُهُ مِنْهَا هُو الْمُعْتَمَدُ.وَ الْحَاصلُ أَنَّ الَّذي كَانَ يُخْفيهِ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم هُو إِخْبَارُ اللهِ إِيَّاهُ أَنَّهَا سَتَصِيْرُ زَوجتهُ، وَ الَّذي كَانَ يَحْملهُ عَلَى إخْفَاءِ ذَلكَ خَشْيةَ قَولِ النَّاس: تَزَوَّجَ امْرَأَةَ ابْنهِ، وَ أَرادَ اللهُ إِبْطَال مَا كَانأَهْل الجاهليَّةِ عَليهِ مِنْ أَحْكَامِ التَّبَنِّي.." (فتح الباري) (8/523-524).فأين الدَّليلُ مِنَ القِصَّة؟؟ وَ أمَّا قَولُ بَعْضهم فِي بَعْضِ الرِّوَايات (إِنَّهُ رَآهَا فَوَقَعتْ فِي قَلْبِهِ) فَهُو كَلامٌ بَاطلٌ؛ لأنَّ الرَّسُولَ صلَّى الله عليه وسلَّم كانَ يَرَاهَا قَبْلَ أَنْ يُزَوِّجَهَا لِزَيْدٍ، فَلَمْ يَكُن الْحِجَابُ مَفْروضَاً يَومئذٍ، وَ إِنَّمَا فُرِضَ الْحِجَابُ لَيْلةَ زَواجِ الرَّسُولِ صلَّى الله عليه وسلَّم مِنْ زَيْنَبَ، وَهذا يُبْطِلُ القصَّة المزعومةَ.و ينظر (من معين السيرة النبوية)(ص142).الرابع:ذهبَ بعضُ أهلِ العِلْمِ إِلَى بُطْلانِ القَول بِأنَّ هَذه خِصِّيْصَة،وَ نَفَاهَا،قَال السُّبكي:" وَلم يكن صلَّى الله عليه وسلَّم تُعْجِبُهُ امْرأَةُ أحَدٍ منَ النَّاسِ،وَ قِصَّةُ زَيْنب إِنَّمَا جَعَلها الله تَعَالى كمَا فِي سُورة الأحزاب قَطْعَاً لِقَولِ النَّاسِ: إنَّ زَيْداً ابْنُ مُحَمَّدٍ، وَ إِبْطَالاً لِلتَّبَنِّي- قَالَ- وَ بِالجمْلَةِ فَهَذا الْمَوْضِعُ مِنْ مُنْكَراتِ كَلامِهم فِي الْخَصِائصِ، وَ قَدْ بَالَغُوا فِي هَذا البَابِ فِي مَواضِعَ، وَاقْتَحَمُوا فِيْهَا عَظَائم، لَقْد كَانُوا فِي غُنْيَةٍ عَنْهَا" (شرح الزرقاني على المواهب اللدنية) (5/235).الخامس:أنَّه قَدْ وَرَدَ مَا يَدُلُّ عَلَى ضِدِّ هَذهِ الْمَسألة وَ أبلغ منْهَا، وَهُو:أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه و آله سلَّم خَطَبَ بَعْضَ النِّساء صَرَاحَةً، فَلَمْ يُجِبْنَهُ، وَ بَعْضُهنَّ أَجَبْنَهُ بَعْدُ: فَمَثَلاً:أ/ أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، خَطَبها النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم فاعتذرتْ ثُمَّ قَبِلَتْ!! ينظر (صحيح مسلم)(2/رقم918(3)) ونحوه في (المسند)(44/رقم26669/268) والنسائي(6/رقم3254/389).ب/ هند بنت أبي طالب، بنت عمِّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم خطبها النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم صَرَاحَةً فَاعْتَذَرَتْ خَشْيَةَ عَدمِ قِيَامِهِا بِحَقِّهِ عَليه الصَّلاة والسَّلام؛ فَقَد قَال الحافظ ابن حجر في (الإصابة)(13/300):" أخرج ابنُ سعدٍ بسندٍ صحيحٍ عن الشعبي قال: خطب النَّبي أم هانئ، فقالت يا رسول الله: لأنتَ أحبّ إليَّ من سمعي و بصري، وحق الزوج عظيم، أخشى أن أضيع حق الزوج..".و ينظر: (المستدرك) للحاكم (4/53) و (السير) للذهبي (1/314).وأخيراً أقول:مما يدلُّ على أنَّ هذه الخصوصية باطلة، أنَّ هذه المرأة التي رآها النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّمثم قام فأتى أهله..إلى آخر الحديث، لم يأتِ في طريقٍ من طُرق الحديث أنَّها حَرُمَتْ عَلَى زَوْجِهَا بِمُجرَّدِ نَظَرِهِ إليها!! وَ لَمْ يأتِ فِي طَرِيْقٍ مِنْهَا أنَّه تَزَوَّجها!! فَأَيْنَ هَذا القَولُ مِنَ السُّنَّة؟! والله أعلم.وقد أيَّد كَلامي هذا شيخنا العلاَّمة عبدالمحسن العباد (حفظه الله) لما عرضته عليه مختصراً في منزلهِ العامر، يوم الثلاثاء عصراً 5/3/1424هـ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلَّى الله على نبينا محمَّدٍ و آله وصحبه وسلَّم.وكتب: عبدالله بن عبدالرَّحيم البخاري- كان الله له-المدينة النَّبوية – قباءفي 17/5/1426هـنشره الشيخ حفظه الله في شبكة سحاب

السبت، 10 مارس 2007

إجابات

قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري - حفظه الله -:

الحمد لله ربِّ العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم، أما بعد:فهذه أجوبة عن أسئلة الإخوة،

أسأل الله لي ولهم التوفيق والسَّداد في القول والعمل، إنَّه سميع مجيب.


السؤال الأول
:

عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (خلق الله التربة يوم السبت...) الحديث.


الجواب
:



الكلام على الحديث جواباً من وجوه
:
الأول
:
تخريجه باختصار.


أخرجه مسلمٌ (كتاب صفات المنافقين وأحكامهم/ باب ابتداء الخلق، وخلق آدم عليه السَّلام)(4/رقم2789(27)/2149) و النسائي في (الكبرى)(كتاب التفسير)(10/رقم 10943/20) و أحمد في (المسند)(14/ رقم 8341/82) وابن حبان في (الصحيح)(14/ رقم 6161/30- الإحسان) والبيهقي في (الأسماء والصفات)(2/ رقم812/250) كلهم من طريق حجاج بن محمد عن ابن جريج عن إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبدالله بن رافع مولى أم سلمة به.الثاني: تقعيد:اشتهر القول: بأنَّ أحاديث الصَّحيحين قد تلقتها الأمة بالقبول. والأمر ليس على إطلاقه؛ ذلك أنَّ أحاديث الصحيحين تلقتها الأمة بالقبول سوى أحرف يسيرة انتقدها الحفاظ، وعليه فالأحاديث المنتقدة لا تعتبر مما تلقتها الأمة بالقبول، بغض النظر هل الصواب فيها مع الشيخين أم مع غيرهما،وإنما المقصود أنَّ هذه الأحاديث غير داخلة في القبول.ينظر: (علوم الحديث) لابن الصلاح (ص29- ط عتر) و(اختصار علوم الحديث) لابن كثير(1/124) و(الإتباع) لابن أبي العز (ص48).الثالث: هذا الحديث يعتبر من الأحرف التي نقدها أهل العلم على صحيح مسلم، فلا يعتبر من الأحاديث التي تلقتها الأمة بالقبول.الرابع: أقوال أهل العلم في الحديث:يمكن تقسيم أهل العلم الذين تكلموا في الحديث على قسمين:الأول: مَن صحَّحه.ذهب جماعة من الحفاظ إلى صحته والقول بثبوته، وهم:1/ الإمام الحافظ مسلم بن الحجاج- رحمه الله- حيث أخرجه في (صحيحه).2/ الإمام الحافظ ابن حبان البستي- رحمه الله- حيث خرجه في (صحيحه).3/ الحافظ أبو بكر ابن الأبناري –رحمه الله- ينظر (مجموع الفتاوى)(17/17) و( الفضل المبين) للقاسمي (ص432-434)-.4/ الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي- رحمه الله – في (زاد المسير)(7/243).5/ العلامة الحافظ الشوكاني- رحمه الله- في (فتح القدير)(1/62).ومن المعاصرين: 6/ العلامة الناقد ذهبي العصر عبدالرحمن بن يحيى المعلمي-رحمه الله- في (الأنوار الكاشفة)(ص185-190).7/ العلامة المحدث ناصر السُّنة محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله- في (سلسلة الأحاديث الصحيحة)(4/رقم1833) و(تحقيق مشكاة المصابيح)(3/رقم5735/ص1598) و(تحقيق مختصر العلو) للذهبي (تعليق رقم57/ص112).8/ شيخنا العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله- في تحقيقه وتعليقه لكتاب (التوسل والوسيلة) لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص173) وقد أكد لي قوله بصحة الحديث أيضاً في اتصال هاتفي معه حفظه الله في الأسبوع الماضي من شهر صفر لعام1428هـ.9/ شيخنا العلامة عبدالقادر بن حبيب الله السندي-رحمه الله- في رسالته (إزالة الشبهة عن حديث التربة) حيث تكلم عن الحديث سنداً ومتناً، ورسالته منشورة في (مجلة الجامعة الإسلامية) (العدد 49/ محرم- عام 1401هـ) و(العددان 50-51/ ربيع الآخر- رمضان/ عام 1401هـ).ومما ينبغي التنبه له أنَّ العلامة المعلمي والعلامة الألباني والعلامة السندي- رحمهم الله- تعرضوا في كتبهم آنفة الذكر بالجواب عمن دفع الحديث وأعلَّه بشيء من البسط والبحث، و كلام العلامة المعلمي من أمتن الكلام وأدقه.الثاني: مَنْ أعلَّه.تكلَّم بعض أهل العلم من الأئمة الحفاظ في الحديث، وعدَّه بعضهم من غرائب الصَّحيح، وبعضهم رجَّح أنَّه من كلام كعب الأحبار، وأنَّه اشتبه على بعض الرُّواة فجعلوه مرفوعاً، فمن أولئك العلماء:1/ الإمام الحافظ الناقد علي بن عبدالله المديني حيث قال الحافظ البيهقي في (الأسماء والصفات)(2/ عقب رقم 812/251- ط الحاشدي):" هذا حديث أخرجه مسلم في كتابه عن سريج بن يونس وغيره عن حجاج بن محمد.... وزعم بعضهم أنَّ إسماعيل بن أمية إنما أخذه عن إبراهيم ابن أبي يحيى عن أيوب بن خالد، وإبراهيم غير محتج به" ثم أسند الرواية التي أشار إليها، وفيه سؤال محمد بن يحيى لابن المديني عن الحديث فقال:" هذا حديث مدني، رواه هشام بن يوسف عن ابن جريج عن إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن أبي رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: ( أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، قال علي: وشبك بيدي إبراهيم بن أبي يحيى، وقال لي: شبك بيدي أيوب بن خالد، وقال لي: شبك بيدي عبدالله بن رافع، وقال لي: شبك بيدي أبوهريرة رضي الله عنه، وقال لي: شبك بيدي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، وقال لي: خلق الله الأرض يوم السبت ) فذكر الحديث بنحوه. قال علي بن المديني:" وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى".قال البيهقي عقبه:" قلت: قد تابعه على ذلك موسى ابن عبيدة الربذي عن أيوب بن خالد، إلا أن موسى بن عبيدة ضعيف، وروي عن بكر بن الشرود عن إبراهيم بن أبي يحيى عن صفوان بن سليم عن أيوب بن خالد، وإسناده ضعيف، والله أعلم".2/ الإمام الحافظ الناقد يحيى بن معين –رحمه الله-، نقله عنه الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال:" وكذلك روى مسلم (خلق الله التربة يوم السبت)، ونازعه فيه من هو أعلم منه كيحيى بن معين والبخاري وغيرهما، فبينوا أن هذا غلط ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم"، و كذا في (التوسل والوسيلة)(ص173).3/ الإمام الحافظ شيخ المحدثين أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري-رحمه الله-، حيث رواه معلقاً في (التاريخ الكبير)(1/ص413-414) من طريق إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد به، ثم قال:" وقال بعضهم: عن أبي هريرة عن كعب، وهو أصحُّ".4/ الإمام شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن تيمية الحراني-رحمه الله- حيث تكلم على الحديث في مواطن عديدة من كتبه، فمن ذلك قوله:" وأما الحديث الذي رواه مسلم في قوله (خلق الله التربة يوم السبت)، فهو حديثٌ معلولٌ قدح فيه أئمة الحديث كالبخاري وغيره، قال البخاري: الصحيح أنه موقوف على كعب، وقد ذكر تعليله البيهقي أيضاً، وبينوا أنه غلط ليس مما رواه أبوهريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مما أنكر الحذاق على مسلم إخراجه إياه، كما أنكروا عليه إخراج أشياء يسيرة" (الفتاوى)(17/236-237).و ينظر أيضاً: (الفتاوى)(1/256-257) و(18/73) و (التوسل والوسيلة)(ص172-173- تحقيق العلامة ربيع بن هادي).5/ الإمام الحافظ العلامة أبو عبدالله محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية- رحمه الله- حيث قال في (المنار المنيف)(ص78- ط الثمالي):" ويُشبه هذا ما وقع فيه الغلط من حديث أبي هريرة (خلق الله التربة يوم السبت) الحديث، وهو في صحيح مسلم، ولكن وقع الغلط في رفعه، وإنما هو من قول كعب الأحبار، كذلك قال إمام أهل الحديث محمد بن إسماعيل البخاري في (تاريخه الكبير) وقال غيره من علماء المسلمين أيضاً. وهو كما قالوا؛ لأن الله أخبر أنه (خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام)، وهذا الحديث يقتضي أن مدَّة التخليق سبعة أيام،والله تعالى أعلم". ونحوه في (بدائع الفوائد)(1/85).6/ الإمام الحافظ المفسر أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير- رحمه الله- تكلم عن الحديث في مواطن من كتبه، فمن ذلك:" قد تكلم في هذا الحديث علي بن المديني والبخاري والبيهقي وغيرهم من الحفاظ، قال البخاري: وقال بعضهم: عن كعبٍ وهو الأصح. يعني: أن هذا الحديث مما سمعه أبوهريرة وتلقاه عن كعب الأحبار، فإنهما كان يصطحبان ويتجالسان للحديث، فهذا يُحدثه عن صُحفه، وهذا يحدثه بما يُصدِّقه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكان هذا الحديث مما تلقاه أبو هريرة عن كعب عن صُحفه، فوهم بعض الرواة فجعله مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأكدك رفعه بقوله أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي. ثم في متنه غرابة شديدة؛ فمن ذلك أنه ليس فيه ذكر خلق السموات، وفيه ذكر خلق الأرض وما فيها من سبعة أيام، وهذا خلاف القرآن؛ لأن الأرض خلقت في أربعة أيام، ثم خلقت السموات في يومين من دخان..." (البداية والنهاية/ ط التركي)(1/32-35).وقال في (تفسيره) (1/ص72) (سورة البقرة: آية:29):" هذا الحديث من غرائب صحيح مسلم، وقد تكلم عليه علي بن المديني والبخاري وغير واحد من الحفاظ وجعلوه من كلام كعب، وأن أبا هريرة إنما سمعه من كلام كعب الأحبار، وإنما اشتبه على بعض الرواة فجعلوه مرفوعاً، وقد حرر ذلك البيهقي".و ينظر نحوه في (التفسير) له (2/229-230)(سورة الأعراف: آية:54) و(3/465-466) (سورة السجدة: آية:4) و(4/101-102)(سورة فصلت: آية:12).7/ العلامة عبدالرؤوف المناوي- رحمه الله- حيث قال في (فيض القدير)(3/448):" قال بعضهم: هذا الحديث في متنه غرابة شديدة، فمن ذلك: أنه ليس فيه ذكر خلق السموات، وفيه ذكر خلق الأرض وما فيها في سبعة أيام، وهذا خلاف القرآن؛ لأن الأربعة خلقت في أربعة أيام، ثم خلقت السموات في يومين".الخامس: تنبيه:تقدَّم النقل من (الفتاوى) و(التوسل) لشيخ الإسلام أنَّ الإمام يحيى بن معين ممن أعل الحديث، و أخشى أنْ يكون تصحف اسم الإمام يحيى بن معين على الناسخ فانقلب عليه اسم علي بن المديني إلى يحيى بن معين؛ ذلك أنَّ الأئمة كابن القيم و ابن كثير الذين تقدم النقل عنهما مع حرصهما على ذكر العلماء الذين أعلوا الحديث لم يذكرا فيمن ذكرا الإمام يحيى بن معين، وإنما ذكرا الإمام علي بن المديني، وكذا شيخ الإسلام فيما عدا الموطن المشار إليه آنفاً، ومما يذكر في هذا المقام أنَّ الحديث أخرجه ابن معين في (تاريخه) (2/ رقم 210/ص305) من طريق هشام بن يوسف عن ابن جريج عن إسماعيل به. ولم يعل الحديث أو يتكلم عليه بشيء!! فالله أعلم.السادس: من أجوبة بعض أهل العلم المصححين عن مآخذ المعللين.قال العلامة المعلمي في (الأنوار)(ص186):" ويرد على هذا- أي على كلام ابن المديني المتقدم- أن إسماعيل بن أمية ثقة عندهم غير مدلس، فلهذا والله أعلم لم يرتض البخاري قول شيخه ابن المديني، وأعل الخبر بأمر آخر فإنه ذكر طرفه في ترجمة أيوب..- فذكر قول البخاري السابق، ثم قال- ومؤدَّى صنيعه أنه يحدس أن أيوب أخطأ، وهذا الحدس مبني على ثلاثة أمور: الأول: استنكار الخبر لما مرَّ .- قلت: قدَّم رحمه الله أوجهاً ثلاثة في الاستنكار قبل نقل التعليل-.الثاني: أن أيوب ليس بالقوي، وهو مقل لم يخرج مسلم إلا هذا الحديث، لما يعلم من الجمع بين رجال الصحيحين،وتكلم فيه الأزدي، ولم يُنقل توثيقه عن أحد من الأئمة إلا ابن حبان ذكره في (ثقاته)، وشرط ابن حبان في التوثيق فيه تسامح معروف.الثالث: الرواية التي أشار إليها بقوله (وقال بعضهم) وليته ذكر سندها ومتنها، فقد تكون ضعيفة في نفسها، وإنما قويت عنده للأمرين الآخرين، ويدل على ضعفها أن المحفوظ عن كعب وعبدالله بن سلام ووهب بن منبه ومَن يأخذ عنهم أن ابتداء الخلق كان يوم الأحد، وهو قول أهل الكتاب المذكور في كتبهم، وعليه بنوا قولهم في السبت، انظر(الأسماء والصفات)(ص272و275) وأوائل تاريخ ابن جرير، وفي (الدر المنثور)(ص/91) (أخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال: بدأ الله بخلق السموات والأرض يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة، وجعل كل يوم ألف سنة)، وأسنده ابن جرير في أوائل التاريخ (1/22ط الحسينية)، واقتصر على أوله (بدأ الله بخلق السموات والأرض يوم الأحد والاثنين)، فهذا يدفعُ أن يكون ما في الحديث من قول كعب.وأيوب لا بأس يه، وصنيع ابن المديني يدل على قوته عنده،وقد أخرج له مسلم في صحيحه، كما علمت وإن لم يكن حده أن يحتج به في (الصحيح)، فمدار الشك في هذا الحديث على الاستنكار، و قد يجاب عنه بما يأتي:أما الوجه الأول: فيجاب عنه: بأن الحديث و إن لم ينص على خلق السماء فقد أشار إليه بذكره في اليوم الخامس: النور، وفي السادس: الدواب، وحياة الدواب محتاجة إلى الحرارة والنور والحرارة مصدرهما الأجرام السماوية.والذي فيه أن خلق الأرض نفسها كان في أربعة أيام كما في القرآن، والقرآن إذ ذكر خلق الأرض في أربعة أيام لم يذكر ما يدل أن من جملة ذلك خلق النور والدواب، وإذ ذكر خلق السماء في يومين لم يذكر ما يدل أنه في أثناء ذلك لم يحدث في الأرض شيئاً، والمعقول أنها بعد تمام خلقها أخذت في التطور بما أودعه الله تعالى فيها، والله سبحانه لا يشغله شان عن شان.ويجاب عن الوجه الثاني: بأنه ليس في هذا الحديث أنَّه خلق في اليوم السابع غير آدم، وليس في القرآن ما يدل أن خلق آدم كان في الأيام الستة ولا في القرآن ولا السنة و لا المعقول أن خالقية الله عز وجل وقفت بعد تلك الأيام الستة، بل هذا معلوم البطلان، وفي آيات خلق آدم أوائل البقرة وبعض الآثار ما يؤخذ منه أنه قد كان الأرض عمار قبل آدم عاشوا فيها دهراً، فهذا يساعد القول بأن خلق آدم متأخر بمدة عن خلق السموات والأرض.فتدبر الآيات والحديث على ضوء هذا البيان يتضح لك إن شاء الله أن دعوى مخالفة هذا الحديث لظاهر القرآن قد اندفعت،و لله الحمد.و أما الوجه الثالث: فالآثار القائلة إن ابتداء الخلق يوم الأحد ما كان منها مرفوعاً فهو أضعف من هذا الحديث بكثير، وأما غير المرفوع فعامته من قول عبدالله بن سلام وكعب ووهب ومَن يأخذ عن الإسرائيليات، وتسمية الأيام كانت قبل الإسلام تقليدا لأهل الكتاب، فجاء الإسلام وقد اشتهرت وانتشرت فلم ير ضرورة إلى تغييرها؛ لأن إقرار الأسماء التي قد عرفت واشتهرت وانتشرت لا يعد اعترافاً بمناسبتها لما أخذت منه أو بنيت عليه، إذ قد أصبحت لا تدل على ذلك، وإنما تدل على مسمياتها فحسب،ولأن القضية ليست مما يجب اعتقاده أو يتعلق به نفسه حكم شرعي، فلم تستحق أن يحتاط لها بتغيير ما اشتهر وانتشر من تسمية الأيام".و أما رواية ابن أبي يحيى المتقدمة: فقال العلامة الألباني كما (الصحيحة)(4/ ص450):" و رواية إبراهيم بن أبي يحيى التي أشار إليها البيهقي، قد أخرجها الحاكم في (علوم الحديث)(ص33)...- فذكرها ثم قال- وأشار الحاكم إلى تضعيفه هكذا مسلسلاً بالتشبيك، وعلته إبراهيم؛ فإنه متروك كما تقدم".السابع: الخلاصة:الذي يظهرُ مما تقدم من كلام أهل العلم عن الحديث أنَّ الحديث من الأحاديث المنتقدة على صحيح الإمام مسلم، و القول بثبوته أظهر وأقوى؛ والقول بتعليله قولٌ قويٌّ، والعلم عند الله.

##################################

السؤال الثاني: قول السائل: كيف يكون المحدث ثقة وفي الوقت نفسه يوصف بالتدليس؟الجواب: هناك أمور لا بد من الانتباه والتنبه لها كي تتضح الصورة جواباً عن هذا السؤال، وهذه الأمور هي كالتالي:الأول: التدليس له أقسام، منها تدليس الإسناد، و ألحق به: تدليس التسوية، و تدليس القطع، وتدليس السكوت وتدليس العطف، وتدليس الصيغ.ومنها تدليس الشيوخ، وألحق به تدليس البلدان.ولكل منها حدُّه وصوره، وليس المقام مقام بسط حدود تلك الأقسام وصورها؛ لذا ينظر في ذلك للتقريب كتب: علوم الحديث عموماً مثل: (معرفة علوم الحديث)(ص103) للحاكم و(الكفاية) للخطيب (ص59)و(ص508- 527) و( علوم الحديث) لابن الصلاح (ص73-76) و(شرح ألفية الحديث) للعراقي (1/180) و(التقييد والإيضاح) له (ص96-97) و (النكت على كتاب ابن الصلاح) لابن حجر(2/614- 651) و غيرها.وكوني أحلت إلى بعض كتب علوم الحديث، لا يعني ذلك إغفال كتب (العلل) و (التراجم) فإنَّها مليئة بالأمثلة في الباب، ولكن الأمر كما ذكرتُ قبلُ: أنَّه للتقريب فقط لا غير، فليتنبه.الثاني: ذكر أهل العلم بأنَّ التدليس له بواعث، وعليه فإن الحكم على الراوي يختلف باختلاف باعثه على التدليس.فمن ذلك: إيهام علو الإسناد، أو ضعف الراوي المدلَّس أو صغر سنِّ الشيخ المدلَّس عن سنِّ المدلِّس أو كراهية ذكره لسوء حاله لا لقدح في حديثه، أو إيهام كثرة الرواية، أو إيهام كثرة الشيوخ أو امتحان الأذهان واختبارها في معرفة الرجال، أو تحسين الحديث، أو غير ذلك من الأسباب والبواعث.لذا قال الحافظ الخطيب رحمه الله:" التدليس مكروه عند أكثر أهل العلم، وقد عظَّم بعضهم الشأن في ذمه" (الكفاية)(ص508)، فتدليس الإسناد أكثر العلماء والمحققين على ذمه وإنكاره، وأشده كراهة وذماً (التسوية) حتى قال الحافظ العراقي:" إنه قادحٌ فيمن تعمد فعله" (التقييد) (ص97)، وينظر (اختصار علوم الحديث)(1/175).وأما تدليس الشيوخ فهو أخف من سابقه، إلا أنَّ الحكم يتوقف على معرفة المقصد منه؛ فمن دلَّس لجرح في الراوي فعمَّاه فإنَّه يُجرح به؛ لأن الدين النصيحة، و ما كان إيهاما لكثرة شيوخ أو حديث أو نحو ذلك فإن الأولى تركه؛ لما فيه من التزين والشهرة، والله أعلم.ينظر: (اختصار علوم الحديث)(1/176) و(تدريب الراوي)(1/223-231) و(فتح المغيث)(1/208-229).الثالث: تنبيه مهم:إذا ثبت وصف راوٍ ما بأنَّه ثقة، فإنَّ هذا الوصف موجبٌ لقبول خبره- إن سلم من المآخذ-، فإن ثبت ما يوجب ردَّ خبره بالبينة والبرهان رُدَّ خبره.وعليه: فإذا ثبت وصف الراوي بأنَّه ثقة، ثم وردَ قولٌ فيه بأنَّه مدلِّسٌ، فإن التعامل مع هذا القول يكون كالتالي:1/ لابدَّ من ثبوت هذا الوصف؛ ذلك أنَّه ليس كل وصف يصح في الراوي، إذ قد ينقل القول وعند التحقيق لا يثبت القول و لا يصح، فمن ذلك ما قاله أبو الفرج المعافى النهرواني في كتابه (الجليس والأنيس) في حق الإمام شعبة بن الحجاج:" كان شعبة ينكر التدليس، ويقول فيه ما يتجاوز الحد- مع كثرة روايته عن المدلسين،ومشاهدته من كان مدلساً من الأعلام، كالأعمش والثوري وغيرهما- إلى أن قال- ومع ذلك فقد وجدنا لشعبة مع سوء قوله في التدليس تدليساً في عدة أحاديث رواها، وجمعنا ذلك في موضع آخر" انتهى.قال الحافظ ابن حجر في (النكت)(2/628-630) بعد نقله كلام النهرواني هذا:" وما زلت متعجباً من هذه الحكاية شديد التلفت إلى الوقوف على ذلك، و لا أزداد إلا استغراباً لها واستبعاداً إلى أن رأيت في (فوائد أبي عمرو بن أبي عبيدالله بن مندة) وذلك فيما قرأت على أم الحسن بنت المنجا عن عيسى بن عبدالرحمن بن مغالي قال قرئ على كريمة بنت عبدالوهاب ونحن نسمع عن أبي الخير الباغيان أنا عمرو بن أبي عبيدالله بن مندة ثنا أبوعمر عبدالله بن محمد بن أحمد بن محمد بن الأصفر ثنا النفيلي ثنا مسكين بن بكير ثنا شعبة قال: سألت عمرو بن دينار عن رفع الأيدي عند رؤية البيت؟ فقال: قال أبو قزعة حدثني مهاجر المكي أنه سأل جابر بن عبدالله رضي الله عنه: أكنتم ترفعون أيديكم عند رؤية البيت؟ فقال: قد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل فعلنا ذلك؟.قال الأصفر: ألقيته على أحمد بن حنبل فاستعادني، فأعدته عليه، فقال: ما كنتُ أظن أن شعبة يدلس. حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي قزعة بأربعة أحاديث هذا أحدها، يعني ليس فيه عمرو بن دينار.قلت: هذا الذي قاله أحمد على سبيل الظنِّ، و إلا فلا يلزم من مجرد هذا أن يكون شعبة دلس في هذا الحديث؛ لجواز أن يكون سمعه من أبي قزعة بعد أن حدثه عمرو عنه، ثم وجدته في (السنن) لأبي داود عن يحيى بن معين عن غندر عن شعبة قال: سمعتُ أبا قزعة...فذكره.فثبتَ أنَّه ما دلَّسهُ، والظاهر: الذي زعم المعافى أنه جمعه كله من هذا القبيل وإلا فشعبة من أشد الناس تنفيراً عنه.و أما كونه: كان يروي عن المدلسين، فالمعروف عنه أنه كان لا يحملُ عن شيوخه المعروفين بالتدليس إلا ما سمعوه...".2/ إن ثبت ثبوتاً صحيحاً وصف الراوي الثقة بأنَّه مدلس، فإنَّ النظر مع هذا الوصف هو كالنظر في ورود جرح في راوٍ ثبت تعديله؛ ذلك أننا قررنا في الأمر الثاني آنفاً أنَّ التدليس مكروه، و قد يُجرحُ به الراوي على ما تقدم بيانه، وعليه فلا بدَّ أولاً من ثبوت تدليسه في خبرٍ ما، وفي أي الأقسام يكون.لأنَّه قد يوصف الراوي بأنَّه مدلِّسٌ، وعند التأمل في الخبر المستدل به على تدليسه لا يثبت - كما تقدم في المثال السابق مع الإمام شعبة- أو يظهر أنَّه لا يدخل تحت أي قسم من أقسام التدليس المتقدمة، فمثلاً:عبدالله بن زيد الجرمي أبو قلابة، قال الحافظ أبوحاتم الرازي:" لا يُعرفُ له تدليسٌ" (الجرح والتعديل)(5/58)، وقال الحافظ الذهبي:"..إلا أنه يُدلِّسُ عمن لحقهم وعمن لم يلحقهم، وكان له صحفٌ يحدث منها ويدلِّسُ" (الميزان)(2/426)، و ممن حدَّث عنه ولم يلحقه: حذيفة بن اليمان رضي الله عنه – ينظر (النكت الظراف)(3/45-46).فالمتأمل في هذا المثال يظهر له بجلاء أنَّ التدليس المذكور في كلام الحافظ الذهبي لا يُراد منه التدليس بالمعنى الاصطلاحي عند بعض أهل العلم كابن حجر وغيره، وإنما هو إرسال؛ لذا عبارة الحافظ أبي حاتم أظهر في المعنى الاصطلاحي للتدليس؛ لذا نجد أن الحافظ ابن حجر علق في (تهذيب التهذيب)(2/340) على عبارة أبي حاتم بقوله:" هذا يقوي من ذهب إلى اشتراط اللقاء في التدليس، لا الاكتفاء بالمعاصرة".مثال آخر كسابقه: سأل الدوريُّ الحافظَ ابنَ معين عن:" حديث هشيم عن أبي إسحاق عن أبي قيس عن هزيل قال: قال عبدالله...-فذكره- فقلت له: مَن أبو إسحاق هذا؟ فقال يحيى: هشيم لم يلق أبا إسحاق السبيعي، ولم يلق أبا إسحاق الذي يُدلِّسُ عنه، والذي يقالُ له: أبو إسحاق الكوفي" (التاريخ) رواية الدوري (رقم 4861).الرابع: هل يوجد رواة ثقات وصفوا بالتدليس؟الجواب، نعم، لكنهم متفاوتون فيه فمنهم من يصنف تدليسه في تدليس الإسناد ومنهم من يصنف تدليسه في تدليس الصيغ أو القطع أو نحو ذلك من الأقسام المتقدمة، وهذا ينظر فيه إلى كلِّ راوٍ بحسبه، وسأذكر هنا بعض الرواة الثقات ممن وصفوا بالتدليس بغض النظر عن نوعه، فمنهم:أ/ عبدالله بن وهب المصري، قال الحافظ ابن سعد في (الطبقات)(7/518):" كان كثير العلم ثقة فيما قال: حدثنا، وكان يدلس".ب/ عمر بن علي بن عطاء المقدَّمي، قال الحافظ ابن سعد في (الطبقات)(7/291):" ثقة، وكان يدلس تدليساً شديداً، وكان يقول: وحدثنا، ثم يسكت ثم يقول: هشام بن عروة، الأعمش..".ج/ حبيب بن أبي ثابت الكوفي، ثقة جليل، قال الحافظ ابن خزيمة في كتاب (التوحيد) (1/87):" إن حبيب بن أبي ثابت أيضاً مدلسٌ، لم يُعلم أنه سمعه من عطاء"، وقال الحافظ ابن حبان في كتاب (الثقات)(4/137):" كان مدلساً".د/ عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج، ثقة فاضل، قال الحافظ الدارقطني كما في (سؤالات الحاكم له)(ص174):" شر التدليس تدليس ابن جريج، فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح مثل إبراهيم بن أبي يحيى وموسى بن عبيدة وغيرهما".و يوجد آخرون كثر، لكن لعل في هذا القدر كفاية في الجواب عن السؤال والله أعلم.